رشا طبيلة (أبوظبي)
قلل مسؤولون في قطاع السفر والسياحة بالدولة من تأثير موجة الحر في أوروبا على حجوزات المسافرين من الإمارات، وطالبوا بضرورة تتبع حالة الطقس قبل السفر، والتوجه إلى المناطق المرتفعة والمغلقة والأكثر اعتدالاً.
وأكد خبراء لـ «الاتحاد»، أن شركات السفر لم تتلق تغييراً أو إلغاء لحجوزات وتحويلها إلى وجهات أخرى بشكل كبير، فالنسبة تعتبر بسيطة لغاية الآن، وسط توقعاتهم بعدم حصول أي تغيير للمرحلة المقبلة، مشيرين إلى أن توقعات مواقع عالمية متخصصة بالطقس تشير إلى أن درجات الحرارة في أوروبا تتراوح بين 16 و30 درجة مئوية، في حد أقصى في أهم المدن الأوروبية التي تتلقى طلبات كبيرة من الإمارات، وهي برلين التي تتراوح درجة حرارتها للأسبوعين المقبلين بين 15 و 27 درجة، وباريس بين 21 و 28 درجة، ولندن بين 15 و 27 درجة مئوية، أما إسبانيا فهي الأكثر حرارة فتصل في أقصاها إلى 37 درجة.
وينصح المتعاملون، المسافرين بعدم الاستعجال بتغيير وجهاتهم أو تأجيلها، فموجات الحر عادة تكون لأيام معدودة، والبديل الإبقاء على الحجوزات الحالية ولكن تغيير جولاتهم داخل الدولة الأوروبية المقصودة والتوجه لمناطق أكثر اعتدالاً، تفاديا للخسائر المادية وللارتباكات التي قد تحصل عند تغيير وإلغاء الحجوزات.
وبحسب مجلس السفر والسياحة العالمي، بلغ إجمالي إنفاق سكان الإمارات على السفر للخارج 90.9 مليار درهم العام الماضي، متوقعاً أن يرتفع إلى 92.9 مليار درهم العام الجاري، ويصل إلى 122.2 مليار درهم بحلول عام 2029.
موجات الحر مؤقتة
وقال علاء العلي مدير «نيرفانا للسفر والسياحة»: لا تأثير لموجة الحر في أوروبا على حجوزات المسافرين إليها من الإمارات، فهي حالة مؤقتة، وكثير من المسافرين لديهم الوعي أنهم سيتكبدون خسائر مادية تفوق 50% من قيمة الحجز، في حال أرادوا تغيير وجهاتهم وخطتهم للسفر، ولن يجدوا مقاعد شاغرة للرحلات، بسبب موسم الصيف الذي يعد ذروة السفر.
وقال: «موجات الحر التي حصلت في بعض المدن الأوروبية مؤقتة ولم تؤثر على رحلات المسافرين من الإمارات، فلديهم خيارات كثيرة في أوروبا للتوجه إليها من مرتفعات وأماكن معتدلة، حيث إن موجة الحر تطال أماكن معينة فقط».
وينصح العلي المسافرين بعدم التأثر بموجات الحر وتغيير حجوزاتهم تلك، فهي لأيام معدودات وتنحسر، حيث إن الطقس للفترة المقبلة معتدل في أهم المدن الأوروبية.
وجهات متنوعة
في السياق نفسه، قال صلاح الكعبي المدير التنفيذي لـ «بافاريا» للعطلات: بسبب موجة الحر المؤقتة في أوروبا تتلقى شركات سفر استفسارات من المسافرين، وننصحهم بعدم تغيير وجهاتهم، حتى لا يتكبدوا خسائر كبيرة في الأسعار تتجاور 50%.
وأشار الكعبي إلى أن الجو لا يزال معتدلاً في أوروبا ولا حاجة لتغيير الحجوزات، فهي تتوفر فيها وكثيرة، لافتاً إلى أن موجات الحر تكون مؤقتة لأيام معدودة فقط.
ذروة الموسم
من جهته، قال محمد الحلبي مدير إدارة العملاء في الإمارات بوكالة عمير للسفريات: إن تغيير الوجهات وشراء التذاكر أمر في غاية الصعوبة في هذه الأيام بسبب ذروة الموسم، حيث من الصعب إيجاد مقاعد شاغرة على رحلات الطيران أو غرف في الفنادق».
وبين الحلبي: «كثير من المسافرين إلى أوروبا غيروا من جولاتهم السياحية داخلها، وتوجهوا إلى مناطق المرتفعات والأرياف الأكثر اعتدالاً في حال كانت الحرارة مرتفعة».
وأكد الحلبي: «لا تغير ملموساً على تغيير أو إلغاء الحجوزات».
وجهات باردة
وينصح سعود الدرمكي، الرئيس التنفيذي ومؤسس «بريمير للسفر والسياحة»، المسافرين بعدم تغيير وجهاتهم أو تأجيلها، حتى لا يحصل ارتباك وخسائر مادية كبيرة لهم تفوق 30%، مؤكدا أن قيامهم بالذهاب لمناطق أكثر اعتدالاً، مثل المناطق المرتفعة في تلك الدول الأوروبية، أفضل وأنسب لهم.
لكن في المقابل، لاحظ الدرمكي في الفترة الماضية تلقي طلبات من المسافرين بتغيير حجوزاتهم من أوروبا إلى دول أقل حرارة وباردة أحياناً، مثل أستراليا وجنوب أفريقيا، في وقت قام آخرون بتأجيل رحلاتهم لشهر أغسطس، حيث تكون الحرارة أكثر اعتدالاً.
وأضاف:«توجد نسبة لم تقم بتغيير حجوزاتها أو إلغائها، بل قررت أن تُبقي حجوزاتها الحالية، وتتجه إلى مناطق المرتفعات والأرياف التي تكون أكثر اعتدالاً بالحرارة، فالدول الأوروبية تعد كبيرة ويتنوع فيها المناخ».