افتح الخزانة·· ماذا يوجد فيها؟ اخرج كل شيء منها ببطء هذا ما قاله الرقيب يئير شنايدر من الكتيبة 202 في قوات المظليين الإسرائيلية لزميله الجندي من قوات المدفعية الرقيب اوريه ستبينسكي بلغة عربية واضحة، ورد عليه أوريه بالعربية: لا يوجد شيء لا أفهم لماذا تفتش هنا · الحوار بين الجنديين الإسرائيليين بالعربية مجرد نموذج بسيط لما تعلماه خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة، وكان الاثنان لا يعرفان أي كلمة عربية قبل الأسابيع المذكورة·
أصبح فصل المستجوبين خلال العام ونصف العام الأخيرين الفصل الأكثر اجتذاباً للجنود في الجيش الإسرائيلي، وتجري في مدرسة الاستخبارات الميدانية في الجيش ثلاثة أو أربعة فصول كهذه بالعام ويئير واوريه هما من خريجي الفصل السادس الذي يعقد في هذه الأيام·
توضح الرائدة ليئات المسؤولة عن هذه الفصول في المدرسة: لدينا 30 مكاناً في الفصل فقط، وتدور رحى حرب لدى بدء فصل جديد بين قادة الوحدات المختلفة، اذ يريد كل منهم استيعاب رجاله في هذا الفصل، وتوجد لدينا قائمة بما لا يقل عن مئة مرشح للدراسة في الفصل قبل بدئه·
وجد المستجوبون وخصوصاً بعد ازدياد عمليات الجيش الاسرائيلي في الضفة والقطاع، أنه بعد كل عملية كهذه يقع احتكاك بين الجنود والسكان الفلسطينيين، ويجد الجنود احياناً كثيرة صعوبة في معرفة إذا كان الفلسطيني الذي يواجههم مجرد شخص بريء أم رجل خطير·
لهذا السبب بالذات وجدت وحدة المستجوبين في سلاح الاستخبارات، والتي يتوجه أفرادها إلى الميدان بناء على طلب وحدات عسكرية مختلفة، بهدف استجواب معتقلين واذا كان الشخص مواطناً مدنياً يطلق سراحه على الفور أما إذا وجدت شبهات بخصوص المعتقل فينقل لإجراء تحقيق شامل معه، تشرف عليه أوساط ملائمة حسبما ذكرت صحيفة يورشاليم · وحسب الصحيفة ذاتها فقد أدى ازدياد نشاطات الجيش الإسرائيلي في السنوات الأخيرة إلى وجود أعباء كبيرة على أفراد وحدة الاستجواب في هذه الاستخبارات العسكرية وإلى نقص بالقوى البشرية، وفي محاولة لحل هذه المشكلة والإسراع بإجراءات التحقيق الميدانية قرر الجيش تدريب عدد من الجنود في كل وحدة بحيث يكونوا قادرين على القيام بعمليات استجواب ميدانية وعدم الانتظار لحين وصول مستجوبين من الاستخبارات العسكرية ·
وتضيف الصحيفة: ولهذا شكل فصل المستجوبين الذي يدوم ستة أسابيع تغص بالدراسة والعمل حيث يتعلم الجنود خلال هذه الفترة اللغة العربية وأساليب الاستجواب والتحقيق وقد أعد الفصل في البداية للذين يتكلمون العربية، لكن بعد أن اتضح أن عدد هؤلاء قليل فتح أمام الجميع ·
واتضح حسب الصحيفة أن الجيش يستطيع القيام بالعمل ليس أقل من أي مدرسة تعلم لغات وتخصص الأسابيع الأربعة الأولى من الفصل لتعلم العربية، وخلال أقل من أسبوعين يتحدث الجنود فيما بينهم بالعربية بصورة حرة· ويوضح الرقيب اورن كريتستيك من وحدات الناحل وأحد المشاركين بالفصل: نتعلم العربية فقط من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الساعة العاشرة ليلاً، ونتحدث العربية طوال الوقت ونتدرب من الصباح حتى الليل· نحصل على ثروة من الكلمات والكثير من القواعد، بالضبط مثل الدراسة لامتحانات البجروت ولو توجهنا للدراسة في إحدى المدارس الخاصة لدفعنا مبالغ طائلة وتوجد هنا أيضاً امتحانات يومية، وأحياناً ثلاثة امتحانات يومياً · وتقول الرائدة ليئات أن نسبة الهروب من الفصل الدراسي تقارب 10 في المئة وتضيف: المتطلبات هنا عالية جداً، وليس من السهل تعلم لغة خلال فترة قصـــيرة كهذه، وتقريـــــباً في كل فصـــــل يتواجـــــد ثلاثة أو أربعة لا يستطيعون الاســـتمرار في الدراسة ويهربون من الفصل ·
ويشارك في الفصل الحاي جنود من أفضل جنود وحدات الجيش، منهم جنود من قوات المظليين ومن الناحل ودورية جولاني ، والمدرعات والكوماندوز البحري ووحدات مختارة أخرى، من المحظور نشر أسمائها، ويقول الرقيب عميت من دورية جولاني ، بصورة عامة عندما يتم الاحتكاك مع السكان الفلسطينيين، يوجد حوار ساخر، اذ يحاول كل طرف إيضاح ما يقصده بحركات أيدي، لكننا الآن نعود كمحترفين نعرف كيفية إيضاح ما نريده ونعرف توجيه أسئلة وإجراء تحقيقات والقيام بالاعتقال ·
ويوضح الرقيب ستبينسكي (من قوات المدرعات) أن الفصل يساعد أيضاً في الأعمال الروتينية القاسية على الحواجز، ويضيف: تصبح الأمور أكثر سهولة وسرعة عندما نتحدث نفس اللغة، لقد كانوا وقبل الفصل يفهمونا بنهاية المطاف، لكن بعد وقت وبعد بذل مجهودات ·
وإضافة لدراسة العربية يتعلم الجنود في الفصل التصرفات ونمط الثقافة في المجتمع الفلسطيني، ويوضح الجنود: يعلموننا أنه لا يجب الجلوس وتوجيه نعل الحذاء إلى وجوه الفلسطينيين لأن هذا مهين بنظرهم· ويعلموننا عدم الصراخ على المرأة وعدم الدخول إلى منزل إذا لم يكن رأس المرأة مغطى، وشرب القهوة التي يعرضونها علينا ، ويتعلم الجنود في الفصل أيضاً أموراً عن الأعياد الإسلامية وعن الصيام كما يشاهدون أفلاماً مثل جنين جنين و الحلم وحطامه ·
ويخصص الأسبوعان الأخيران في الفصل وبعد تعلم الجنود للغة، لدراسة أساليب التحقيق ومناوراته وذلك من خلال مناظرات بأساليب مختلفة ويقول الجنود: يوضحون لنا كيف يكون من السهل علينا الحصول على معلومات منهم وكيفية دراسة لغة الجسد لديهم التي تختلف عن لغة أجسادنا وعلى سبيل المثال ماذا يجري إذا دخلنا غرفة فيها شخص واحد لكن توجد على الطاولة ثلاثة فناجين من القهوة الساخنة ·
ويشرف على تدريس أساليب التحقيق والمناظرات جنود من وحدة الاستجواب في الاستخبارات العسكرية، وهم الذين يشرفون على المناورات النهائية لجنود الفصل·
ويقوم الجنود في المناورة التي تجري في قاعدة التدريب في كليش على اقتحام المنازل واعتقال مشبوهين والتحقيق معهم، ويتابع المستجوبون من الاستخبارات العسكرية أعمال الجنود ويصححون أخطاءهم ويوجهون لهم ملاحظات·
ويقول الرقيب اور من قوات المظليين تشكل هذه المناظرات أكبر مساعدة لنا في المستقبل بعد عودتنا لوحداتنا، اذ ندرك الحالات التي يجب علينا تحديدها والحديث خلالها حديثاً عابراً، اذ لا يمكن الاعتماد على نصوص درستها، ويعيدنا هذا أيضاً إلى حالات سابقة، نعتقد الآن انه كان بإمكاننا الحصول خلالها على معلومات أكثر خلال التحقيق ·