الثلاثاء 11 يونيو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

إدارة المباريات.. قطعتنا الناقصة!

إدارة المباريات.. قطعتنا الناقصة!
23 يناير 2019 00:00

نستطيع أن نناقش سبب خروج كل منتخب عربي على حدة، نستطيع أن نأتي بالأعذار والأسباب، ونحمل المدرب مسؤولية الخروج هنا، أو الاتحاد المسؤولية هناك، لكن هناك أموراً أخرى يجب أن نتعلم منها، قد يتجلى فيها أساساً مشكلتنا في آسيا 2019 حتى اللحظة.
خلال مواجهة الأردن وفيتنام، شعر المشاهد بأن «النشامى» أقرب للفوز، لكن استطاع الفيتناميون إدارة اللقاء بشكل ذكي ولافت، فهموا أنهم في دور إقصائي، فنوعوا من أساليب لعبهم الهجومي، وحتى طريقة الدفاع، ليتمكنوا من البقاء صامدين حتى اللحظات الأخيرة، ثم يتأهلوا بفضل ركلات الترجيح.
المنتخب الإيراني قام بنفس الأمر مع منتخب عُمان، فرغم أنه كان المرشح، لكنه أخذ الأمور بنهج فعال، شاهدناه يغير ما بين الإقبال على الهجوم والدفاع، وما بين اللعب بفكر استحواذي أو الذهاب للعالم القديم مع كرات طويلة، فنجح بتحقيق هدفه واستمر في البطولة.
وفي معركة اليابان والسعودية، كنا نتوقع أداءً أفضل مما أظهره «الساموراي»، لكنهم تأهلوا بفرصتين فقط، الأولى جاء منها الهدف، والثانية هجمة مرتدة خطيرة، وهذا لن يتم تذكره لو توجوا باللقب، فقد حققوا المطلوب وتقدموا.
امتلك المنتخب السعودي الكرة وسدد أكثر، وأبقى اللعب في الثلث الأخير لملعب اليابان، لكن اختلط التسرع بالتوتر، وتم اعتماد أساليب غير مناسبة للوصول إلى المرمى، فرأينا عرضيات عديدة للاعب واحد في الصندوق، ورأينا البطء بتقديم الكرة إلى الأمام، ما سمح لليابان بالبقاء متماسكة منظمة، والأهم من ذلك أننا رأينا أسلوباً متكرراً دون تنويع، ودون تغيير برتم.. كان هناك نسق واحد وشكل واحد لم ينجحا في الشوط الأول، والغريب استمرارهما في الشوط الثاني وانتظار نتائج مختلفة!
حتى قيرزغيزستان، ورغم أنها خرجت في النهاية أمام الإمارات والحمد لله، لكنها أظهرت أن لديها ثقافة الإدارة، فخلقت صعوبات تفوق قدراتها الفنية، بفضل معرفتها الأسلوب المطلوب حسب الظروف، فلم تكن لقمة سائغة.
نطالب جميعاً بخطط أفضل لتطوير المواهب، وهذا منطقي لأننا رأينا نتائجه على غيرنا، لكن هذا العمل البدني والفني يحتاج لاهتمام بالنواحي الذهنية والثقافية ليكون متكاملاً، فجانب فلسفة إدارة اللقاء الذي تناولته هنا، يجب أن يتعلمه اللاعب منذ الشباب، ويحتاج لنوعية خاصة من المدربين الذين نستقدمهم لزرع هذه الثقافة بالأندية والفئات العمرية لتنتقل لاحقاً إلى المنتخب.
محمد عواد

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©