عدد اليوم
أزهار البياتي (الشارقة)
بمناسبة مهرجان الأضواء الهندي المعروف باسم «ديوالي»، أقيم أمس في ساحة «جزيرة العلم»، إحدى الوجهات السياحية في إمارة الشارقة، احتفالات مبهجة شاركت في إحيائها جماهير غفيرة من الجالية الهندية المقيمة في الدولة، محتفية عبر مجموعة من الفعاليات والأنشطة الترفيهية بليلة هندية ساحرة مفعمة بالعروض الغنائية والفنية والثقافية على ضفاف بحيرة خالد، وسط أجواء مرحة في الهواء الطلق.
«الكاثاك» و«الجربا»
في نسخة «ديوالي» هذا العام، توافد الحضور على أروقة المكان، للاستمتاع بنخبة مختارة من مشاهير الهند وفنانيها الصاعدين، حيث برز من بينهم المغني الهندي نيخيل ماثيو، الفائز بالبرنامج التلفزيوني الموسيقي المتخصص بلغة التاميل، ومصمم الرقص الشهير سلمان يوسف خان، والفائز بالبرنامج التلفزيوني المخصص للرقص الهندي «جهالاك ديخلا جا»، إضافة إلى الممثل والمغني بلغات عدة، إم. جيه. سريرام، من ولاية تاميل نادو التي تقع جنوب شرقي الهند، وذلك إسهاماً منهم باحتفالية مهرجان الأضواء، وبهدف تعريف الجمهور الحاضر من مختلف الجنسيات والثقافات على إبداعات ملونة من الفنون الهندية المعاصرة، وبشكل خاص تلك الفنون البوليوودية والتاميلية المعروفة باسم «كوليوود».
كما كان الزوار على موعد مع لوحات فنيّة شائقة من الرقص الهندي الذي تحاكي استعراضات بوليوود السينمائية والمتصدرة لقوائم الموسم السينمائي في المنطقة، إلى جانب عروض الفرق الموسيقية المحلية والعالمية التي أمتعت الحضور كباراً وصغاراً بجملة من الأغاني الشعبية الهندية والإندونيسية، بالإضافة إلى فعالية خاصة بعرض الأزياء التقليدية، واستعراضات للغناء والرقص قام بأدائها عدد من الفنانين الهنود، كرقصة «الكاثاك»، إحدى الأشكال الثمانية الرئيسة للرقص الهندي الكلاسيكي، ورقصة «الجربا».
لوحات مضيئة
واحتضنت أمسية ديوالي الشارقة فعاليات ترفيهية أخرى، من بينها مسابقات مرحة للأزياء، شاركت فيها جموع الأفراد والعائلات من الجمهور، ووزعت خلالها الجوائز على الفائزين، فضلاً عن أكشاك لبيع الأطعمة والأطباق الشعبية الهندية، مع عرض الإكسسوارات والمجوهرات والألبسة التقليدية ببعض الدكاكين، إضافة إلى فنون الحرف اليدوية الممّيزة في التراث الهندي، راسمة لوحات فنية مضيئة وملونة تعكس رؤية الإمارات ونهجها في الانفتاح إنسانياً واجتماعياً على ثقافات العالم وحضارات الشعوب المختلفة.
قيم التسامح
وفي هذا الصدد، قالت خلود الجنيبي، مدير عام «جزيرة العلم»: «تحرص الشارقة على مشاركة الجنسيات المقيمة على أرض الإمارات في مختلف مناسباتهم وأعيادهم واحتفالاتهم الشعبية، ومن خلال جزيرة العلم بأجوائها الترحيبية المفتوحة، احتضنا باقة من الأنشطة الفنيّة والترفيهية والثقافية، ضمن فعاليات «عيد الأنوار» (ديوالي)، أحد أبرز المناسبات التي تحتفي بها الجالية الهندية بالدولة».
وأضافت الجنيبي: «هدفنا أن تكون الجزيرة وجهة للمقيمين والزوار في الشارقة والإمارات، وخياراً للعائلات بمختلف ثقافاتها، مع توفير بيئة حاضنة للفعاليات التي تستقطب مختلف الفئات الاجتماعية، تعزيزاً لقيم التسامح والتواصل الإنساني والحضاري التي تنادي بها الإمارات، وتوفيراً لبيئة حضارية حاضنة تلبي متطلبات جميع الأجيال والجنسيات، للمساهمة في تحقيق التناغم المجتمعي والتماسك الأسري والانفتاح الثقافي من خلال هذه المهرجانات والفعاليات والأنشطة والبرامج الترفيهية والفنية لمختلف الجاليات».
فكرة انتصار الخير
يمثل مهرجان الأضواء «ديوالي» عيداً ثقافياً واجتماعياً للهنود، وتستمر احتفالاته على مدى 5 أيام، تحتفي خلاله الأسر الهندية بمجموعة من الطقوس والأنشطة والفعاليات المرحة، إذ تعكس هذه المناسبة الشعبية الخاصة عند المجتمع الهندي قيماً ومعاني الازدهار والمعرفة والضوء، مجسدة فكرة انتصار الخير على الشر والنور على الظلام، حيث يرجع تاريخ الاحتفال بـ«ديوالي» إلى حقبات تاريخية قديمة وراسخة في عمق المعتقدات الهندية.
