الجمعة 1 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«نوكيا» تكافح لاستعادة ثقة المستثمرين

«نوكيا» تكافح لاستعادة ثقة المستثمرين
30 يونيو 2012
قابل أي مجموعة من المسؤولين في فنلندا، وستجد في حوزتهم جميعاً شيئاً مشتركاً، هذا الشيء المشترك هو هاتف نوكيا. لا تزال صانعة الهواتف المحمولة “نوكيا” ذائعة الانتشار في دولة لا تزال الشركة تشكل أكثر من واحد في المئة من ناتجها الإجمالي المحلي. غير أن هناك مشاكل تواجه الشركة وتلقي بظلالها على مستقبلها. فبعد اعتلاء القمة لأكثر من 15 سنة لم تعد نوكيا أكبر شركة في فنلندا من حيث القيمة السوقية حيث تجاوزتها كل من شركة الكهرباء فورتم وشركة التأمين والخدمات المالية سامبو. ويعتبر مصير نوكيا التي تعثرت تعثراً شديداً بعجزها عن مسايرة توجهات الهاتف الذكي أحد أغرب روايات الشركات. في ظل إدارة ستيفن إيلوب رئيسها التنفيذي الجديد القادم من خارج الشركة وغير فنلندي الجنسية، تعهدت نوكيا بشيء تعد به العديد من الشركات وتجد صعوبة كبرى في الوفاء به وهو التغيير الجذري في الاستراتيجية، معلقة مستقبلها - كما يرى محللون وبعض مسؤوليها - على نجاح شراكة هاتفها ويندوز فون مع مايكروسوفت. علق أحد محللي الاتصالات في لندن وقال: “لا يوجد في الواقع غير نتيجتين، إما النجاة والأداء الرائع أو الفشل والموت”. هذا في الوقت الذي يتساءل فيه البعض عمّا إن كان في مقدور نوكيا مقاومة الإفلاس في غضون السنتين المقبلتين. وكتب جوليانو توريي محلل الائتمان في سوسيتيه جنرال مؤخراً: “في رأينا قد يكون من الصعب أن تستطيع الشركة أن تسدد حتى سندات عام 2014 قصيرة الأجل”. لكثير من النوكياويين كما يسمى موظفوها أنفسهم لا تعتبر هذه سوى آخر سلسلة من الأزمات في سنين. في مطلع تسعينيات القرن الماضي حين كانت مجمعة من أجزاء مختلفة كافحت نوكيا من أجل النجاة ولم تنج إلا بعد أن قام جورما أوليلا رئيسها التنفيذي ورئيس مجلس إدارتها السابق بإقناع مجلس الإدارة بتكثيف الاهتمام بقطاع الهاتف المحمول بالشركة والذي كان يعتبر آنذاك صغيراً نسبياً، وبحلول عام 1996 أضحت نوكيا أكبر مصنع هواتف محمولة في العالم. واحتفظت نوكيا بذلك المركز الأول لغاية من بضعة أسابيع مضت حين قفزت سامسونج لتقتنص الصدارة. وقد جاء ذلك عقب فترة عصيبة للغاية بعد أن خسرت تصنيفها الائتماني الاستثماري وأصدرت تحذيراً عن أرباحها ولحقت بها خسائر فادحة في ربع العام الأول حيث هوت إيرادات نشاط أجهزتها بنسبة 40%. ويؤكد تنفيذيو الشركة أن مسارهم هو المسار الصحيح. وقال ريستو سيلاسما رئيس مجلس إدارة نوكيا الجديد في اجتماع الجمعية العمومية للشركة الشهر الماضي: “لا أعتقد أن الأمر يقتضي أي تغير جديد نظراً لأننا نمر بالفعل بمرحلة تحول”. وأطلقت نوكيا تشكيلة من هواتف “لوميا” الذكية التي تستخدم تقنية ويندوز والتي لقيت ترحيباً جيداً، وإن لم يبع منها سوى القليل نسبياً مقارنة مع فطاحل السوق وهي آي فون آبل والهواتف المرتكزة على نظام تشغيل اندرويد من جوجل. ويتساءل محللون عمّا إن كان في مقدور الأزمات السابقة مساعدة نوكيا في التعامل مع الأزمة الراهنة، خصوصاً بالنظر إلى حقيقة سرعة تغاير تقنية هذا المجال وتوجهاته. وقال فرنسوا ميونير في بنك مورجان ستانلي: “بالنسبة لمديري الصناديق لا يعتبر الأداء في الماضي مؤشراً جيداً لما سوف يحدث مستقبلاً، وهناك هاجس كبير يؤكد على تحذير توري يتمثل في استهلاك النقد”. وهبط صافي رصيد نقد الشركة بنحو 700 جنيه مليون استرليني في الربع الأول من العام إلى 4,9 مليار يورو وهو ما يعزى إلى حد ما إلى شبكات نوكيا سيمنز شركتها المتآلفة المتخصصة في معدات الاتصالات الهاتفية. ورغم أن ذلك لا يزال يبدو كوسيلة كبرى لامتصاص الصدمات، فإن محللي الائتمان ومستثمري السندات يشيرون إلى أن شركات تكنولوجيا أخرى مثل نورتل صانعة أجهزة الاتصالات الكندية فقدت كثيراً من نقدها في فترة قصيرة حسب كشوفات موازناتها. ويواصل ايلوب اتخاذ إجراءات صارمة، فقد تم الاستغناء عن حوالى 10 آلاف موظف من إجمالي 122000 موظف العام الماضي. كما يرجح أن يكون هناك دورة أخرى من إعادة الهيكلة. ولا يزال المزيد من هواتف نوكيا الذكية في سبيله إلى الظهور وهي تسعى إلى احتفاظها بالريادة في مجال الهاتف المحمول بالأسواق الناشئة. كما أن هناك محادثات عن منتجات الصرعات الحديثة مثل جهاز يمكن أن يتغير من حجم التابليت إلى حجم الهاتف أو ساعة يد. وقبل ذلك لابد لنوكيا أن تحقق نجاحاً كبيراً من ارتباطها مع مايكروسوفت. وقد ترددت شائعات بأن الشركة الأميركية ربما تستحوذ على شريكتها الإسكندينافية خصوصاً أن قيمة نوكيا السوقية تبلغ فقط 3 في المئة من ذروتها عام 2000. وقال أحد تنفيذيي نوكيا: “إن التغير في جيناتنا الوراثية، ولكن هذا التغيير مختلف عما سبقه، فهو كما لو كنت راكضاً وتريد أن تغير اتجاهك أثناء تحركك. نحن نتغير بسرعة ولكن المشكلة تكمن في أن السوق تتغير تقريباً بنفس السرعة”. نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©