الثلاثاء 11 يونيو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

اليابان.. نعمة التأسيس المثالي

اليابان.. نعمة التأسيس المثالي
30 يناير 2019 00:01

لم يعجب أحداً منذ بداية البطولة، وتحدث كثيرون عن مرحلة انتقالية يعيشها منتخب اليابان، ولكنه الآن يخوض نهائياً جديداً، ليؤكد أنه الرقم الثابت في الكرة الآسيوية، الذي يحتاج تغييره الكثير من الصدمات، وليس مجرد تغيير بعض الأسماء.
ليس فقداناً للتركيز بالمقال، لكن لنذهب إلى فيتنام التي صنعت مشاكل لليابان أكثر مما فعلت إيران، وأخرج منتخب «النشامى» بطريقة مفاجئة، فخلال مواجهتهم مع الأردن، شعرنا أن اللاعب الفيتنامي أقل جودة، لكنه أكثر معرفة بالطريقة الصحيحة للتعامل مع الكرة، وأيضاً من حيث فهمه المساحات والتحركات بكرة أو من دونها، لذلك كان طبيعياً صموده حتى النهاية.
ومع مواجهة إيران، كانت التوقعات بأن اليابان ستعاني، لأنها تواجه منتخباً لم يخسر في آخر 4 سنوات إلا مباراة رسمية واحدة ضد إسبانيا وبهدف نظيف، لكن «الساموراي»، ظهر أذكى بكثير، يعرف ما يريده في الملعب، ويلعب على الأساسيات دون أخطاء، يهاجم في المساحات، ولا يعطي خصمه الكثير منها، لتكون النتيجة سقوط إيران بثلاثية نظيفة!
ربما عاشت إيران ظروفاً غير مألوفة، فهي تتأخر بالنتيجة، وظهر آنذاك أنها لا تملك خطة واضحة للعودة، فأصبحت الفوضى عنوان دفاعها الذي تباهت بقوته وصلابته، لكن بنفس الوقت، لو تأملنا كل لاعب ياباني على حدة، لوجدناه جاهزاً من الناحية البدنية، والأساسيات الفنية، ومستعداً ذهنياً أفضل من غيره، وهذا لا يعود فضله للمدرب الحالي، ولا سابقه، بل يعود فضله للنشأة.
إن ما نفعله في كثير من بلداننا العربية، من إهدار للوقت والمال بالتركيز الأكبر على المنتخب الأول ليس إلا مثل لعب أحجار النرد، فنحن فعلاً لا نتحكم بالنتيجة، لأننا لا نتحكم بالسبب، ونضع معظم استثمارنا على حجر نرد، في حين يمكننا ضخ كل طاقاتنا لإنشاء اللاعبين، فيصبح لدينا عشرات الفرص لإلقاء حجر النرد، ما يزيد من فرصنا بالحصول على النتيجة الأفضل.
هذا ما تفعله اليابان، فهي عندما تحاول تغيير دماء المنتخب، لا تبدأ من الصفر، لأن المنتخب بالنسبة لها مرحلة من مشروع، وليس المشروع بكامله، فدائماً تبدأ من المرحلة 7 على سبيل المثال، فيكون لديها اللاعب الجاهز، الذي يحتاج للخبرة والانسجام فقط، ليعطي أفضل ما لديه، وما جرى من إحلال وتبديل ليكون الناتج منتخباً في المباراة النهائية يوضح الأمر.
سيبقى أهل شرق آسيا أسرع منا بالتقدم.. حتى ندرك بأن علينا أن نعمل مثلهم، ونهتم بالأساس قبل الاهتمام بالطابق العلوي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©