أبوظبي (الاتحاد)
أعرب لي يونغ مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية «اليونيدو»، خلال حفل إطلاق منصة «الإمارات تصنع» عن تقديره لحكومة دولة الإمارات على استضافة الدورة الثامنة عشرة للمؤتمر العام لـ«اليونيدو» في أبوظبي، لتكون فرصة للدول الأعضاء للاطلاع على تجربة الإمارات المتميزة في تحقيق الاستدامة الاقتصادية الشاملة.
وأضاف يونغ أن التطور الاجتماعي والاقتصادي لدولة الإمارات على مدى السنوات الخمسين الماضية أثبت أنها تجربة رائعة وغير مسبوقة، في تنويع الاقتصاد والتنمية الصناعية المستشرفة للمستقبل، مؤكداً أن تركيز دولة الإمارات على الابتكار وبناء القدرات الصناعية المتميزة يدل على أهمية بناء القدرات التقنية، والاستثمار الاستراتيجي، وتوفير السياسات الداعمة للنمو الاقتصادي المستدام.
وتوجه لي يونغ بالشكر إلى دولة الإمارات لاستضافتها هذا المؤتمر، مشيداً بحسن التنظيم وكرم الضيافة، وذلك بعد الدورات التي عقدت في تايلاند عام 1987، والكاميرون عام 1993، وبيرو عام 2013، حيث تعد هذه هي المرة الرابعة التي ينعقد فيها المؤتمر العام لـ«اليونيدو» خارج مقر المنظمة الرئيس في فيينا.
وقال المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية «اليونيدو»: في عام 2019 يقف المجتمع الدولي عند نقطة حاسمة لترجمة طموحات وأهداف الرؤية حقيقة على أرض الواقع، وفي سبتمبر الماضي، اجتمع قادة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في خمس قمم مهمة لمناقشة التحديات الأكثر إلحاحاً في عصرنا الحالي، وأكد جميع القادة التزامهم بدعم خطة التنمية المستدامة لعام 2030، كما حظيت القضايا المؤثرة في التغير المناخي بأهمية مماثلة.
وأضاف: خلال العام الحالي، وصلت درجات الحرارة إلى أعلى مستوياتها في القطب الشمالي، وكانت السنوات من 2015 وحتى 2019 من السنوات التي شهدت أعلى ارتفاع في حرارة الأرض على الإطلاق، كما شهدنا حركة شبابية عالمية تطالبنا بضرورة معالجة قضايا التغير المناخي، حيث يستمر التدهور البيئي وخطر الفضلات البلاستيكية على المحيطات، والقضايا المرتبطة بتغير المناخ بمعدلات قد تكون لها عواقب وخيمة على البشرية في المستقبل.
ولفت إلى أنه في غضون شهرين، سندخل عام 2020 وسيكون أمامنا عشر سنوات فقط لتحقيق أهداف خطة التنمية المستدامة لعام 2030.
وأكد أن ما تم تحقيقه من إنجازات وتقدم ملحوظ أصبح محط أنظار العالم وخلال السنوات الـ25 الماضية، تمكنا من تقليص عدد الأشخاص الذين يعيشون في فقر مدقع إلى النصف، لكن لا يزال أمامنا الكثير للقيام به.
وأوضح لي يونغ أن الاقتصاد العالمي ينمو بمعدلات بطيئة وحتى يومنا هذا لا يزيد معدل الدخل اليومي لأكثر من 740 مليون امرأة ورجل، بمن فيهم الأطفال، يقل عن 1.25 دولار، كما أن الجوع آخذ في الازدياد، حيث يعاني شخص واحد من كل 9 أشخاص من سوء التغذية، ولا تزال البطالة تشكل تحدياً رئيساً، ومن بين أولئك الذين لديهم وظيفة، هناك 2 مليار شخص 61% يعملون بشكل غير رسمي، وغالباً في أنشطة لا توفر لهم إلا القليل من احتياجاتهم المعيشية.
وتابع: إن التوجه نحو تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة لا يزال يسير بخطوات بطيئة ولا يزال هناك تفاوت في الدخل والفرص المتاحة للمجتمعات الإنسانية، وأصبحت الهجرة الدولية حقيقة متعددة الأبعاد لدول المنشأ والعبور والمقصد، بالإضافة إلى ذلك أدى التأثير المحتمل للثورة الصناعية الرابعة على مستقبل العمل إلى حالة من عدم اليقين.