الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دورات صيفية لتحفيظ كتاب الله بأساليب تربوية محببة للأطفال

دورات صيفية لتحفيظ كتاب الله بأساليب تربوية محببة للأطفال
16 يوليو 2012
يتبع معهد أبوظبي لتحفيظ القرآن الكريم طريقة لم يألفها الكثيرون في حفظ كتاب الله، حيث يسير على خطى برنامج تربوي يمزج بين التعليم والترفيه، وإدخال جو المنافسة وتعزيز السلوكيات الحسنة، مما جعل بيئته جاذبة للأطفال الذين يقبلون عليه بكثرة في إطار دورات صيفية، تحت شعار «قرآني نبض حياتي» وينخرط فيها أكثر 550 طالباً وطالبة. ويقدم المعهد الدورات وفق برنامج تعليمي مكثف، حيث يتوزع الطلاب في الصفوف، وفقاً لما حفظوه من أجزاء من القرآن، ويجهز المعهد مجموعة من الطلبة للمشاركة في المسابقات، بهدف الحفاظ على الإنجازات التي حققها، وتطوير أساليب التعليم. قال خالد علي العمري نائب مدير معهد أبوظبي لتحفيظ القرآن، إن المعهد دائم على مدار السنة الدراسية، ويعلم أحكام التلاوة والتجويد ويقيم الدورات الصيفية، «صباحية ومسائية» بشكل مكثف، وذلك نظراً لتفرغ الطلبة، حيث بلغ عدد المسجلين هذه الدورات 550 طالباً «305 طلاب و245 طالبة»، تتراوح أعمارهم بين 7 و18 سنة، مشيراً إلى الاهتمام بتخريج عدد من حفظة كتاب الله، بالإضافة إلى تأهيل عدد آخر من الطلبة لإتمام حفظ القرآن الكريم خلال العام المقبل، انطلاقاً من رؤية الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف في توعية وتنمية المجتمع وفق تعاليم الإسلام السمحة، ورسالتها في بث الوعي الديني، وحفظ القرآن الكريم. وأوضح خالد العمري أن الدورات الصيفية التي تقام في معهد أبوظبي تدار تحت مظلة ورعاية الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، على مدار 8 أسابيع، وتستمر فترتها الصباحية خلال شهر رمضان، بينما ستتوقف المسائية، نظراً لقصر الوقت وتداخله مع أذان المغرب. شعار الدورة وقال العمري، إن شعار الدورة هو «قرآني نبض حياتي»، كما تم تقسيم الأسابيع إلى شعارات، ونطمح إلى تحقيقها وغرسها في أنفس أبنائنا الطلبة، وتمرر هذه الشعارات رسائل عدة بمرونة وانسيابية، فمنها ما يحث على حفظ القرآن الكريم، ومنها ما يعزز السلوكيات الحسنة في أنفس الطلاب، مثل قيمة البر بالوالدين، وتعلم أحكام الصيام ومزاياه، وحب الأوطان من خلال ربطه بالإيمان، ثم قطاف الثمار من خلال التنافس الشريف بين المتسابقين. أما عن الهدف من عناوين الدورات، فأوضح العمري أن المعهد يحفز التخييل عند الطلاب، بحيث يشاركون في إنجاز مجلة الحائط التي تم تنفيذها خلال هذه الدورة تحت شعار «البر بالوالدين» من خلال مجموعة من الصور، والآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تحث على ذلك. أساليب تربوية ولفت العمري إلى أن معهد أبوظبي لتحفيظ القرآن تم تأسيسه عام 1995، وتخرج فيه 160 حافظاً وحافظة لكتاب الله تعالى، كما أن المعهد حاصل على جائزة أفضل مركز على مستوى الدولة لدورتين، 2003 و2005، والمركز الأول في حفظ القرآن الكريم والقراءات، على مستوى الدولة سنة 2012، مشيراً إلى أنه يحاول التنوع في أساليب التدريس التربوية، إذ يركز على الجانب الترفيهي للترويح وتشجيع الطلبة على الحفظ. وأوضح أن المعهد يضع برنامجاً ترفيهياً مثل الرحلات، والأنشطة الثقافية الداخلية في المعهد، وذلك لاكتشاف المواهب ورعايتها، ويركز على اكتشاف الأصوات الجيدة وتدريبها على الإنشاد، وذلك لتجهيزهم للمشاركة في المناسبات الوطنية والدينية، التي ترعاها الهيئة، وعليه سيشارك 10 طلاب من المعهد في مسابقة خلال شهر رمضان المقبل، وتتراوح أعمارهم بين 9 و13 سنة،، ويشاركون في مسابقات الحفظ، والقراءة، والأناشيد الدينية، وفقرات تنشيطية وتقديم وغيرها من الأنشطة بالتنسيق مع اللجنة المنظمة لجائزة القرآن الكريم الحدث، كما أن المعهد ينظم ويشرف على مسابقات في حفظ القرآن الكريم. طريقة التدريس أما عن أساليب التدريس، فيؤكد العمري أن الأسلوب المستخدم مع الطلبة خاصة المبتدئين هو الأسلوب التلقيني، موضحاً ذلك بقوله “بالنسبة لصغار السن فإن المحفظ يقرأ والطلاب يرددون وراءه، مع العلم أن التحفيظ يتم بأحكام التلاوة والتجويد، دون أن يميز الطالب ذلك، وذلك لصعوبتها، ولاحتياجها لمرحلة عمرية أكبر، لفهم المصطلحات، ثم نبدأ في المرحلة الثانية مرحلة القراءة المباشرة من القرآن الكريم، ولابد من الإشارة، إلى أننا نستخدم بعض الأساليب الحديثة لمساعدة الطالب على الحفظ ومنها أجهزة الأقراص المدمجة وأجهزة «التالي ليزر»، وهو جهاز مصمم خصيصاً لتحفظ القرآن بالصوت والصورة وهو سهل الاستخدام وجاذب للطلبة. إعداد المتميزين وقال فضيلة الشيخ محمد عبدالله عبدالعزيز وهو إمام وخطيب، وموجه ومفتش شرعي في المعهد: وصلنا إلى مراحل متقدمة في تحفيظ القرآن الكريم، ونقوم بذلك مع تعليم الأحكام، بحيث نعتمد منظومة بن الجزري في باب مخارج الحروف، وهي سبعة عشر مخرجاً، بحيث ننفذها من خلال التعليم النظري والعملي، ونعد الطلبة للمشاركة في مسابقة دبي للقرآن الكريم لسنة 2013، حفظاً وتلاوة، وتتوزع الحصة بين الحفظ، وبين التحدث مع الطلبة في بعض الأمور الشخصية والاجتماعية وذلك لنخلق جو ودي بين المجموعة، ولرفع المعنويات. تحفيظ وترفيه من جهتها، تقول ساجدة موسى حافظة للقرآن الكريم وخريجة معهد أبوظبي لتحفيظ القرآن ولديها خبرة 10 سنوات في التدريس في المعهد، إنها تعتمد على أسلوب مرن في التدريس، وتراعي الفروق الفردية بين الطالبات، حيث تقوم بتدريس الطالبات ومن لمست فيها التفوق واستكملت الأجزاء التي بصدد حفظها فإنها تلقائياً تنتقل لمجموعة أعلى، بحيث تعتمد على المنافسة والتحفيز، موضحة أن المجموعة تضم بعض الفتيات ممن تتراوح تبدأ أعمارهن من 9 سنوات وما فوق فإنه يتم الحديث عن بعض الأمور والقضايا الحياتية بهدف تمرير رسائل توعية. أنشطة ترفيهية من جهتها، تؤكد عزيزة عبدالله محمد تدرس بالمعهد مدة 5 سنوات، أنها تعتمد على المرونة في التحفيظ، وذلك باستعمال أساليب مختلفة، مشيرة إلى أن الابتسامة تمحو الفروق بين المعلم والطالب وتذيب كل الحواجز؛ ولذلك فإنها تحاول أن تكون المجموعة التي تدرسها منسجمة تماماً، وتحرص على إدخال مجموعة من الأدوات في معرفة مخارج الحروف، حيث تستعمل المرآة لترى بها مخارج الحرف وموطنه، كما تستعمل العيدان التي يفحص بها الطبيب حلق الطفل، لترى مخرج الحروف أيضاً، وتعتمد كذلك على أسلوب المنافسة،بحيث يتوج كل يوم أميرة من الصف وهي الطالبة التي تحمل التاج طوال الفترة الدراسية، وذلك لاستفيائها لمجموعة من المعايير منها حسن السلوك والحفظ والتجويد، وينتقل التاج في اليوم الموالي لأميرة أخرى. تحفيز وهدايا ولفتت طاهرة عبدالمالك المساعدة الإدارية في معهد أبوظبي لتحفيظ القرآن إلى أن المعهد ينهج أسلوباً تحفيزياً، بحيث يشجع على الإبداع من خلال المشاركات في المجلات الحائطية، إلى جانب تحفيظ القرآن، ويهدف من خلال ذلك الحث على السلوكيات الحسنة بالإضافة لتمرير رسائل في هذا الاتجاه وتحفيز الإبداع والتخييل. وتقول عبدالمالك “خلقنا شعارات للدورة الصيفية، كما جعلنا لكل أسبوع شعار، وهذا الشعار نعمل عليه من خلال المجموعات، ونشجع من خلال المجلات الحائطية على الإبداع والابتكار، إذ نعلق كل المساهمات المتميزة في المجلة الحائطية، كما نحفز أيضا من خلال الحفظ، بحيث يخصص المعهد 100 درهم لكل طالب استطاع حفظ جزء، وهذا شيء رمزي، لكنه تحفيزي بشكل كبير، بالإضافة لمنح شهادات على حفظ كل جزء، كما أننا نضع صناديق نكتب عليها اسم الطالبة أوالطالب الذي لم يتغيب أي يوم خلال الدورة، ونقدم له هدية وشهادة، وصندوق آخر نعلق عليه أسماء من لم يتغيبوا خلال الأسبوع، وذلك للحث على المواظبة. زهور دوار الشمس تدير رنا كوجك متخصصة أنشطة، ورشة في المعهد لتشكيل زهور دوار الشمس من كؤوس بلاستيكية، وتستقبل يومياً في المعهد مجموعتين في إطار الدورة الصيفية المسائية. وعن هذه الورشة، تقول كوجك: من خلال هذا النشاط نعلم الطالبات كيفية استغلال كل ما يدور حولهن من مواد مهملة، وذلك لتقليل المصاريف على الأهل، بحيث نستعمل مواد خام بسيطة تعطينا أدوات جميلة نستعملها في المكتب أو نزين بها غرفة الطعام وزوايا البيت، واستعملنا في هذا الإطار علب الكولا الفارغة العلب المعدنية، علب المحارم، مؤكدة أن الدورة تساعد على التركيز والتخيل والإبداع، كما تنمي مهارات التواصل والابتكار، والحس الفني، تحبب الطالبات في حصة التحفيظ.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©