كما يبدو وهو يحلّق في الفضاء، متسلقاً رموش الغيمة، مطلاً على النجوم وكأنه قارئ فنجان، يشمخ برج خليفة، مرسخاً قاعدة بأن الإمارات مسلة تاريخية لا تضاهيها إلا خيوط الشمس، ولا يباريها إلا صحن القمر وهو يشيع نظراته للوجود بسماته الفريدة.
يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي«رعاه الله»: إن برج خليفة ارتبط بالعظماء، وهذه هي سمة النجوم والكواكب التي تدور حول بعضها، تعبيراً عن عظمة الكون وقوته، وتأثيره، وأسطورته، حيث يعجز العقل عن تفسير هذه الديمومة، والرسوخ، وثبات العلاقة الوجودية بين هذه الكائنات ذات الهيبة، والرهبة.
في بلادنا تسير الهالة العظيمة، جنباً إلى جنب، مع ما يخلد في سيرة قادتنا، وعندما تأتي سيرة القائد يبرز صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله» عزاً وفخراً، وظلاً لهذا الوطن، والذي من مداد عطائه أصبحت الإمارات سحابة المطر التي تفتل غزل الحياة لأجل أن يستمر البريق راسخاً في عيون الفرحين بنهضة وطن، والسعداء برقي معطيات، في ظل الإيمان الجلي بوجود قائد سمته الابتسامة الشفيفة، وشيمته صناعة الإيجابية في حياة الناس، ونقش تشكيلة التفاؤل في وجوه شعبه، ورسم الصورة المثالية لإنسان إماراتي يتميز دوماً بشموخ الرأس، ورسوخ القيم العالية، فهذا هو خليفة المجد، وسلف السعد، هو القائد الذي رسخ في وجدان الشعب مفهوم العطاء من دون حدود، والبذل بسخاء من غير منة، لأن الوطن هو خيمتنا التي تحت سقفها تنام عيوننا مستقرة هانئة، وتهنأ نفوسنا في سلام وعفوية، ووئام وحيوية، هذا هو وطننا الذي وهبنا إياه خليفة الخير، دائم النعيم، وافر النعمة، هذا هو خليفة الأحلام الرضية، والمعيشة الرخية، هذا، وهذا، وهذا، ونحن في رعاية الأيدي الندية، أعشاب تزخر باخضرار القلوب، وانسجام الدروب، نمضي في الحياة كالطير في نجود الرفاهية، كالزهر في مروج البذخ، نمضي، ودروبنا مفروشة بسجادة الحبور، وبين الشعوب نحن طلائع الفجر، ونواصي الفخر، نحن هكذا لأننا ننتمي إلى وطن تدير دفته قيادة عنوانها في الحياة الإيمان بأن الإنسان هو الرصيد، وهو بيت القصيد، هو هكذا ما بين غمضة وومضة، إنسان العصر الذي تجاوز كل العصور، وكل مراحل التطور التي فكر فيها، فاقتطف ثمرات شممها، وشيمائها، إنسان إماراتي مميز، ومستثنى من كل ما يعرقل، وكل ما يكبل، هو هكذا في الحياة يرفل بثوب الظفر على كل معوقات الدهر، ومسوغاته.