دعوة سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، إلى دعم فئة التوحد، لهي البارق الذي يتلوه المطر، وهي الحلم الذي يعقبه الشروق، وهي الندى الذي يسفر عنه بريق الأمل على وريقات الحياة.
فئة التوحد في ظل الجائحة تحتاج إلى الرعاية الأشمل، وإلى العناية الأكمل، وإلى الابتسامة الأجمل. فئة التوحد ونحن في خضم الحرب الشعواء ضد أعتى الأوبئة التي مرت على العالم، هؤلاء الفلذات يحتاجون إلى أطواق من نوع نياط القلب، تحيطهم بحنان الأزمان، وتطوقهم بقلائد الأمان، وتجعل منهم أشبالاً تحدهم من الجهات الأربع، عيون لا تغمض، وشجون لا تدحض، تجعل منهم أعشاباً برية تغدقها الأفئدة بأشواق العشاق، وأحداق المحبين تفيض ببريق الهوى، وليس الأهواء.
فئة التوحد لديهم من المشاعر ما تفيض به الأنهار، وتزهو به الأزهار، وترفل به الأطيار، الأمر الذي يتطلب من كل من يحيط بهم، أن يتمتع بهذه السمات الإلهية، وأن يكتسي بهذه الصفات العفوية، وأن يتمتع بهذه الأخلاق العالية، لأن هذه الفئة لها من الملكات ما قد يجهله الكثيرون، فهم منهم النوابغ، ومنهم أصحاب المواهب، التي إن لم تجد ما يوفر عليها جهد الإصغاء، ومتابعة شأنهم، وفنهم، فإن الوطن يخسر طاقات، ويهدر قدرات، ويبذر إمكانات، وتضيع منه فرص التقاط النجاح في مناطق مختلفة من الإبداعات المذهلة.
فئة التوحد ليست شريحة زائدة عن الحاجة، بقدر ما هي فئة لها شروطها الخاصة في النجاح، يتطلب من كل من تعنيه معاملة هؤلاء أن تتوافر لديه الحنكة، في ملامسة ذرات الذكاء في هذه الفئة، ومكامن الرقي في وجدانها ومثاوي البريق فيها.
والإمارات التي هيأت كل سبل النجاح لهذه الفئة، والتي أعدت لها المتخصصين في الرعاية، والاهتمام، تشعر اليوم بأنها بحاجة إلى المزيد من الانسجام مع فئة تخبئ في داخلها طاقات مذهلة، وذكاء مدهشاً، الأمر الذي يجعل القيادة تطالب المسؤولين عن الرعاية ببذل المزيد من الجهد، ومضاعفة العمل في استدعاء كل ما يكمن في وعاء هذه الفئة من ملاحم إبداعية، يبقى الوطن دائماً بحاجة إليها، ولا استغناء عن أي عضو من أعضاء الجسد الواحد، وهذا الوعي بقيمة هذه الفئة، لهو السبب الذي جعل الإمارات تقف دوماً في مقدمة الصفوف، جعل الإمارات، النورس بأجنحة التفوق.