ألقت شرطة أبوظبي مؤخراً القبض على ثلاثة شبان كانوا يقودون مركباتهم بطيش وتهور، وهم يستعرضون ويتسابقون بها بحركات خطرة للغاية في الطريق العام، وفي مناطق سكنية في ساعات متأخرة من الليل وحتى الفجر، ولذلك أُطلق عليها لدى تداولها في وسائل التواصل الاجتماعي «فجريات».
 وقد أحالتهم الشرطة للنيابة العامة، مجددةً تأكيد عدم التهاون «في تطبيق القانون على المتهورين الذين يعرّضون حياتهم وحياة الآخرين للخطر، وما يتسببون به من أضرار مادية ونفسية، وترويع للمارة وتهديد سلامتهم بإيقافهم وحجز مركباتهم، وتحويلهم إلى القضاء لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم»، وبحق «المتجمهرين»، وفقاً لقرار النائب العام «بمنع وتقييد التجمعات والاحتفالات في الأماكن العامة، تقضي بالغرامة بعشرة آلاف درهم لمن قام بالدعوة والتنظيم، وخمسة آلاف درهم لكل من شارك».
كما ذكرتنا الشرطة بأن «عقوبة قيادة المركبة بطريقة تعرّض حياة السائق أو الآخرين أو سلامتهم أو أمنهم للخطر، أو قيادتها أي المركبة بطريقة من شأنها أن تلحق ضرراً بالمرافق العامة أو الخاصة يترتب عليها غرامة ألفي درهم، و23 نقطة مرورية وحجز المركبة لمدة شهرين، وتبلغ القيمة المالية لفك الحجز خمسين ألف درهم واجبة السداد في مدة أقصاها ثلاثة أشهر، وفي حال عدم سدادها تحال المركبة للبيع في المزاد العلني.
 وكذلك ذكرتنا شرطة المرور بتطبيق العقوبات البديلة في بعض أحكام الجنح، منها «تنظيف الشوارع العامة على سبيل الخدمة المجتمعية بديلاً عن عقوبة الحبس».
 في الواقع شرطة المرور، سواء في أبوظبي أو غيرها من مدن وإمارات الدولة، جهودها بينة وواضحة، وهي تصل الليل بالنهار لتحقيق وتعزيز وترسيخ السلامة المرورية، ودورياتها تعمل على مدار الساعة مدعومة بعشرات الآلاف من الرادارات وكاميرات المراقبة، ومعززة بالقوانين والأنظمة واللوائح المنظمة، وما تتضمنه من عقوبات وغرامات.
كما أولت قيادات ودوائر الشرطة اهتماماً كبيراً بالتوعية المرورية، والتعريف بقواعد القيادة الآمنة، والتحذير من التجاوزات والقيادة بطيش واستهتار، ومع ذلك تطل علينا الممارسات الطائشة التي تتطلب إلى جانب الحزم والصرامة والعقوبات المشددة إحالة مرتكبيها للطبيب النفسي، لتخليصهم من عوارض الكبت والعُقد التي يعانونها وتقودهم لمثل هذه التصرفات التي تشكل خطراً عليهم وعلى الآخرين، وتكون في ملفاتهم الطبية والسجل الموحد، إذ إنهم لا يختلفون بما يقومون به عن الذين يحملون ميولاً انتحارية، ويشكلون خطراً على أنفسهم ومن حولهم في كل الأوقات.