صحة الوطن كما هي صحة البدن، أمانة في ركابنا، ولا يمكن فصل عضوي الجسد عن بعضهما.
عندما نذهب إلى السوق متأبطين رغبتنا في دخول تلك الأماكن المزدحمة بالبشر، ونسير في خطوات غير مبالية، ومن دون الاهتمام بلائحة الاحترازات التي وضعتها المؤسسة الصحية، فإننا بذلك نقوم بعملية انتحارية غير مسؤولة، بحيث إننا نعرض أنفسنا للخطر، كما نزج الآخرين إلى نفس المصير الأسود.
هذه حالات تتم مشاهدتها، ورصدها في بعض الأماكن من بعض الأشخاص الذين استسهلوا الأمر، وراحوا يجوبون الأماكن التي توجد فيها مجموعات كبيرة من الناس، ومثل هذه النماذج كثيرة، حيث وصل الاستهتار من بعض الأشخاص، أنهم يضعون القماشة الزرقاء في أيديهم، ولمجرد رؤيتهم خطر انكشاف أمرهم، يهرعون في وضع الكمامة، وهذه التصرفات الطفولية لا تليق إلا بناقصي العقل، أو الأطفال الذين لم تتجاوز أعمارهم الخمس سنوات، أما أن يصدر هذا السلوك من رجل راشد، أو امرأة ناضجة، فذلك ينذر بخراب أخلاقي ويؤدي بدوره إلى هدم الصرح الحضاري الذي سقي بماء المكرمات من قبل قيادة رشيدة أولت تطور المجتمع، وصحة أبنائه أهمية بالغة، الأمر الذي يجعلنا نشعر بالحيرة عندما نلاحظ بعض السلوكيات التي لا تمت لأخلاق هذا الوطن بصلة، وإنما هي تبرز نتيجة طفرة سلوكية شاذة، وفي غفلة من ضمير، ولكن هذه الاستثناءات هي التي تشعل الحرائق، وهي التي تبيد أعشاب الحقل، وهي التي تعكر صفو النهوض الاجتماعي الذي نفتخر به، ونراهن عليه، ونسعى إلى ترسيخه، ونود أن يتشارك الجميع ومن دون تمييز، في الذهاب قدماً بالعناية بالصحة، وباستخدام أجود المهارات لصد الجائحة وكبح جماحها، لتبقى الإمارات دوماً النبع الصافي الذي منه ترتوي كل الركاب، وتهنأ به جل الجياد، وترتع على ضفافه غزلان الحياة، ويعيش الجميع في سلام، ووئام، ومن دون منغصات، ولا مكدرات.
فالدولة تقدم ما لديها، وعلى المجتمع أن يواكب هذا الجهد بجهد مواز، لأننا جميعاً في مركب واحد، ومسؤولية عبوره الخلجان المضطربة تقع على عاتق الجميع، وهي مسؤولية فرضتها كل الأديان، والعقائد الإنسانية.