لعلَّ المتأمل في أجنحة إكسبو، وما يضمه هذا المعرض من وجوه أشبه بشعشعة الفجر، وصور أشبه بأيقونات التاريخ، وطموحات بحجم النهار، ومشاعر ترتقي إلى حد البهجة،  هي هذه الجسور التي امتدت من الإمارات، حتى بقاع العالم المزدهرة بالفرح، والامتنان لفطنة، جسرت الحياة، وبنت أغصاناً خضراء، تفرعت، وتمددت، واخضرت حتى صارت في الوجدان أعشاباً قشيبة، على تربة خصيبة.
دول، وشعوب، خرجت من شرنقة العزلة، واتضحت لها رؤية الفضاء، ناصعة، بلون السماء الإماراتية الزرقاء، وغيمة الإبداعات في المعرض، هي المخمل في شجون عشاق الأمل، والذين في أعطافهم تكمن روح الانتماء إلى عالم فضي، له بريق النجوم، ولمعة الأقمار، هي هذه دبي التي حملت على عاتقها حياكة الوجدان الإماراتي، بأهداب التفاؤل، والتحرر من ربقة الأسود القاتم.
هذه دبي في هذا المعرض العملاق، تشد الخطى، وتشذب الهمم، وترفع من مظلة الحلم لكي يذهب العالم إلى مناطق في ذروة التألق، مناطق فيها ترعى غزلان الفكرة المبجلة لتنجب منجزات تلهب الأنظار، وتحقق للإنسان مبتغاه، وتؤكد أن البشرية مقبلة على مستقبل يضاء بقناديل الحب، ويفضي إلى حياة مجللة بالفرح، حيث سنجد أطفالاً يحملون حقائب العلم متجهين إلى معاقل المعرفة من دون ضجيج الكراهية، سنجد أطفالاً يؤمنون بأن السماء الواسعة هي منطقتهم، والأرض هي الحذاء العملاق الذي يحمل طموحاتهم إلى حيث تكون النجاحات، والظفر بالطمأنينة كموطن، ومأمن، وموئل لضمائر انفتحت على الوجود، كما هي دفاتر الصباحات المشرقة، كما هي الفصول في مدارس متأنقة بالحب، والأحلام البهية، والرؤى الرخية، ولا مجال للغبن في كون تظلل رؤوس أبنائه أشجار الثقة، والتؤدة، لا مجال للكبت في عالم يزهر بالفضاءات الوسيعة، ولا مجال إلا لطائر يرفرف عند ضفاف القرائح النقية، ويرتشف من جرعات أعذب من الشهد.
هذه دبي، سهرت، وتعبت، وبذلت، وأعطت، واليوم تقطف الثمار يانعة سخية، حيث يعيش العالم تحت سماء دبي، مجللاً بالهناء، ورغد المحبة، ووحدة الصف البشري، وتلاقي الحضارات، دحضاً لكل العاجزين، والمتشائمين، والكارهين، والساقطين في بحيرات آسنة، ضحلة، دبقة.