يعد كتاب «الحسابات الخاطئة» للمفكر الإماراتي معالي الدكتور جمال سند السويدي مرجعاً مهماً عن جماعة «الإخوان» الإرهابية وظهورها في الإمارات وارتباطها بالتنظيم الأم وتفرعاته في المنطقة. ويعتبر الإصدار إضافة لكتب المؤلف في كشف وتعرية الوجه القبيح لجماعات الإسلام السياسي وتعطشهم للسلطة، وفي مقدمة تلك الإصدارات مؤلفه «السراب».
في كتابه المرجعي «الحسابات الخاطئة» يركّز المؤلف على نشأة الجماعة الإرهابية وتاريخها في الدولة و«دراسة ممارساتها، وتشريح سلوكيَّاتها ورؤاها الفكرية والسياسية، منطلقاً من أن أفكارها لا تعبّر عن الإسلام». وإثبات أن أحد أهم أسباب تدهورها في العالم العربي «حساباتها الخاطئة، وعدم امتلاكها رُؤى سياسية واقعية للتعامل مع متطلَّبات القيادة والحكم».
وعلى الرغم من محاولات التنظيم الإرهابي المأفون تغيير واجهاته ومسمياته، فإن ألاعيبه لم تنطل على الشعوب، فسقط سقوطاً مدوياً كما حدث في العديد من الدول مؤخراً.
قبل أيام وفي إحدى الدول الشقيقة في المنطقة والتي تنشط وتتواجد «الجماعة» في مفاصلها بقوة، جرى منع الكتاب الذي صنع منه الإعلامي الكويتي محمد الملا عبر برنامجه المرئي حلقات تكشف زيف المتاجرين بالدين وأساليبهم الدنيئة للوصول إلى الحكم.
أساليب المنع ومصادرة الفكر نموذج للحسابات الخاطئة للجماعة الإرهابية، إذ لا يخاف الحقيقة إلا أعداء النهار، لذلك تجدهم يناصبون العداء كل من اختلف معهم، وإلى جانب المصادرة والإقصاء، هناك فتاوى التكفير جاهزة لتصفية المعارضين، لأنهم من دون حجة أو منطق، ولا يملكون أي مشروع للنهوض بالأوطان والشعوب، لأنهم لا يجيدون سوى إشغال الناس بحروب عبثية وأوهام وشعارات خادعة.
«التنظيم الإرهابي المأفون» وفلوله في كل مكان يحملون حقداً كبيراً على دولة الإمارات ومؤسساتها ومفكريها لأنهم كانوا في الصفوف الأولى لإسقاط المشروع التخريبي الكبير للجماعة التي تناسلت من عباءتها كل التنظيمات الإرهابية المتطرفة والدموية التي ظهرت في الإقليم على مدى العقود الماضية. وذلك بعد أن نجحت الإمارات في تفكيك «الجماعة» و«خطابها» الخادع في الوقت المناسب، وسقوط القناع الذي كانت تتخفى خلفه والتي كانت تركز وبطريقة ممنهجة للسيطرة على عقول الشباب عبر إحكام قبضتها على المؤسسات التعليمية وكذلك الجمعيات الخيرية.
ومهما استنفرت «الجماعة» فلولها معلنة الحرب على الرأي الحر والطرح العلمي الجاد، فقوة الحقيقة أبلغ وأكبر من محاولات الحجب والتضليل بحق كتاب يمثل في محصلته النهائية الرؤية الإماراتية المتقدمة في بناء الأوطان وتحقيق التنمية المستدامة بعيداً عن شعارات دعاة الضلالة والتضليل.