- تصور أن واحداً مواعدك، وأصر بنفسه على ذلك اللقاء، رغم تذمرك، وتعذرك، ومحاولة تطبيق مبدأ التباعد الاجتماعي، وأن بإمكانك أن تحلّ المعضلة، وتسهم عن بُعد في إيجاد الحلول الممكنة، فالكثير من الأمور أصبحت اليوم محلولة بفضل الهاتف، والتطبيقات الرقمية، لكنه لا يؤمن بغير المشاهدة، وعن قرب، وإلا تلك النظرية الشعبية القديمة؛ «شو شكلك ما تريد تشوفنا»، بعد ذاك الإلحاح يتأخر صاحبنا، وكأن لزاماً عليك أن تنتظره، وبعد ربع ساعة من انتظارك إياه، يأتي يمشي الهوينا، ويتعلك بلبانة منتهية حلاوتها، وظهرت مرارتها، لكنه لا يتخلى عنها، يأتي يجرّ خطاه، وكأن المسألة خبر خير، يعني بصراحة.. لو كنت «الأحنف بن قيس» زمانه، أحلم العرب، ما سامحته، ولا قضيت حاجته، ولو كانت مثل تلك التي توضع على الجرح ليبرأ، لكنك تَمُنّ بها عليه، ولا تريد لجرحه أن يطيب أو يبرأ!
- يفترض بالمرأة الجميلة أن تكتفي بذلك الجمال، ولا تكذب، لأن لديها شفيعاً من هبة الرحمن، هو سفيرها إلى كل الأمكنة والقلوب، لكن حين تكتشف واحدة بذلك الجمال الطاغي، ولا تحترم موهبتها، وتبدأ تكذب في مسائل صغيرة، لا تستحق، ولن تزيدها شيئاً، ساعتها تشعر أن ذلك الصلصال الطيني الرباني بدأ يتقشر، مخلفاً شيئاً يشبه الرماد أو العدم أو شيئاً يشبه الكذب وحده.. وفقط!
- الحمد لله حتى الآن المدارس الخاصة صامدة، ومقاومة، رغم الحرب الروسية الأوكرانية، ورغم ارتفاع أسعار النفط عالمياً، وطفرة في أسعار الذهب لم يسبق لها مثيل، وشدة الطلب على القمح، ورغم تلك الزيادة التي تحركت من حولنا وحوالينا في أرجاء أسواقنا، كل يبكي حاله، ويزيد على كيفه، لكن الحق، والحق يقال؛ إن مدارسنا الخاصة لم تتبعهم، ولم تنصع لمستجدات السوق، ولم تنسق مع الذين يستغلون الفرص، ويفرضون زياداتهم دونما وجه حق، والخبير التربوي الاستراتيجي طمأن الأهالي، لكنه قال: إن هناك تكهنات لأخبار غير موثوقة مصادرها تفيد بأن الزيادة قد تأتي بين ليلة وضحاها، وخاصة من تلك الباصات الصفراء!
- الآن.. هناك تجارة رائجة هي تجارة الـ «ترند»، يعني توك من الأشبال في الساحة الافتراضية، وتريد «ترند» هناك أشخاص موجودون ومستعدون لأن يرفعوا أسهمك، ومقامك «الإنترنتي»، تريد متابعين كثيرين، هناك أناس يعملون على ذلك صبح مساء، وأنت قابع في منزلك، تريد «لايكات» هناك الكثير من «هتّيفة الحزب» القدامى، وهم اليوم عاطلون عن العمل، وانتقلوا من مرحلة التصفيق الرسمي، والهتاف الإجباري، والمديح العالي إلى مرحلة إلكترونية، وعن بُعد، ولا تشترط إراقة ماء الوجه، «ميك لايك» أو علق بما فيه المصلحة أو سُبّ وانتقص بما فيه المنفعة!