تتواصل فعاليات شهر القراءة على مستوى الدولة، من خلال العديد من الفعاليات والمبادرات التي تنفذها مختلف الجهات، من وزارات ودوائر ومؤسسات، وغيرها من التي تلتقي حول الغاية السامية لقرار مجلس الوزراء الموقر باعتبار شهر مارس سنوياً شهراً وطنياً للقراءة، على طريق جعل هذا الفعل الحضاري أسلوب حياة يؤسس لمرحلة جديدة في «بناء المجتمعات المعرفية».
وها هو الشهر الذي انطلق هذا العام تحت شعار «الإمارات تقرأ» قد انتصف وسط زخم غير مسبوق من الفعاليات والأنشطة، لتجسيد الرؤية الوطنية من وراء الخطوة الهادفة إلى بناء جيل قارئ، وترسيخ مكانة الإمارات عاصمة للمحتوى والثقافة.
نحيي هنا الدور الكبير لوزارة الثقافة والشباب المسؤولة والمشرفة على تنفيذ القرار والرؤية الوطنية الهادفة له، وهي تحشد كل تلك الفعاليات مع الشركاء في مختلف الجهات، ليكون الشهر رحلة فكرية وفنية وثقافية ممتعة تحقق الغايات المرجوة منها للمهتمين والمتفاعلين من مختلف الأعمار والثقافات. وفي مقدمة الشركاء دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي التي نظمت بالمناسبة أكثر من 100 فعالية، ومركز أبوظبي للغة العربية، والعديد من الدوائر والمؤسسات المعنية في مختلف إمارات الدولة.
الإمارات نجحت اليوم في قيادة حراك ثقافي عالمي، واستقطاب الشباب والنشء لعالم القراءة والثقافة والفنون، وصنعت بذلك أجيالاً منفتحة على الثقافة والحضارة الإنسانية، وفي الوقت ذاته شديد الاعتزاز بتراثه وتاريخه وثقافته وهويته الوطنية.
عندما تزور أياً من الفعاليات الثقافية المقامة على مدار العام في مراكز وزارة الثقافة والشباب، أو دائرة الثقافة والسياحة، أو مركز أبوظبي للغة العربية، تلمس من قرب ثمار هذه الجهود، وتفخر بهؤلاء الشباب والشابات، وباللغة الراقية والثقافة العالية التي يلتقون حولها.
«شهر الثقافة» ثمرة قيادة وطن آمنت بالعلم، وراهنت على الثقافة في بناء الأجيال المحصنة ضد الجهل والغلو والانغلاق، الثالوث الذي ما إن يتفشى كالوباء في المجتمعات حتى يقوّض أمنها وأمانها ويوقف نموها وتقدمها وازدهارها، وشاهدنا من التجارب حولنا كيف عصف ثالوث الجهل والغلو والانغلاق بها، وجعل أيامها حالكة السواد بعد أن كانت ذات حضارات وعلم وتاريخ.
القراءة أول مفاتيح المعرفة التي حثنا عليها ديننا الحنيف وقيمنا الأصيلة، بينما لا يفرخ ذلك الثالوث الرهيب سوى الإقصاء والقتل والدمار. ونتائج مؤشر الإمارات الوطني للقراءة 2021، التي ستعلن في ختام الشهر، دليل على صحة النهج ورجاحة التوجه، لتحقيق الريادة المنشودة في رحاب عاصمة الإمارات عاصمة الثقافة العالمية.