استكمالا لحديثنا بالأمس عن جودة الحياة والسعادة، والمبادرات التي تطلق لتلك الغايات وغير بعيد عن الموضوع تقوم وزارة تنمية المجتمع بإعداد دراسة عن «أثر تطبيق نظام العمل الأسبوعي الجديد في القطاع الحكومي الاتحادي»، وقد وزعت استبيانا ودعت الجميع للمشاركة فيه لقياس المتوسط الأسبوعي لعدد الساعات التي يقضيها أولياء الأمور من الموظفين مع أسرهم أو لتبادل الزيارات العائلية. وكذلك قياس المتوسط الأسبوعي للساعات التي يمضيها الموظف في الأنشطة الفردية عقب تغيير نظام العمل الأسبوعي وعطلة نهاية الأسبوع من يومي الجمعة والسبت إلى السبت والأحد بما يضمن حصول الموظفين على ساعات استراحة إضافية- كما جاء في إعلان الوزارة - التي حددت الروابط الخاصة بالاستبيان الذي جرى بالتعاون مع الهيئة الاتحادية للموارد البشرية لضمان الوصول لأكبر شريحة من الموظفين والعاملين في الجهات الاتحادية وتفاعلهم مع الاستبيان لتحقيق الغايات منه بما يدعم أهداف الوزارة وبرامجها وتجسيد رؤية القيادة الرشيدة ومستهدفات الحكومة لمجتمع دولة الإمارات وتعزيز موعدها الريادي على خريطة الأعمال كمركز اقتصادي عالمي.
خطوة الاستبيان والدراسة توجه علمي وعملي يوفر قاعدة واسعة من البيانات و«التغذية الراجعة» لمتخذي القرار حول نظام العمل الأسبوعي الجديد والذي دخل حيز التنفيذ مطلع العام الحالي 2022. والخطوة تعبر عن نضج وحكمة في التعامل مع ملاحظات العاملين بعيدا عن تصريحات ضبابية لبعض مسؤولي الموارد البشرية في دوائر محلية، مثل ذلك الذي تحدث عن دوره «المحوري» في التحضير لتطبيق النظام الجديد والذي تضمن «إجراء دراسات معيارية على مستوى المنطقة» وهو يعلم أننا أول دولة تطبقه في منطقتنا. و«أن تلك الدراسات كانت مصحوبة بدراسة جدوى شاملة لرصد النتائج المتوقعة على صعيد رفع إنتاجية العمل في القطاع الحكومي وتنشيط الاقتصاد» «من خلال زيادة الاستهلاك المحلي» و«تعزيز أواصر العلاقات الأسرية والمجتمعية».
تفاعل الجميع مع الاستبيان ونتائجه التي نتمنى على الوزارة نشرها بكل شفافية - كما عهدناها - ستساهم وبلاشك في إدراك ما تحقق والغايات السامية من نظام العمل الجديد، ويتيح تبني مقاربات مرنة تركز على الإنتاجية والإنجاز النوعي بعيدا عن الأطر التقليدية في دوائر الموارد البشرية وقد كانت من وضع خبراء ما قبل عصر الأداء الرقمي والعمل عن بعد، ممن لا زالوا في مثلث الحضور والانصراف والبصمة، وربما تساعدهم نتائج الاستبيان على استيعاب متغيرات قوانين وأنظمة العمل الأسبوعي.