هذه سيرة حياة وطن، قام على بناء الشخصية قبل بناء المادة الإسمنتية، مما جعل العمران يتماهى مع الإنسان في نصوعه وسطوعه.
هذه هي رؤية قيادة جعلت من البشر حجر الأساس في التطور، والنشوء والارتقاء، والنهوض وصناعة المجد الحضاري بتفوق واستثنائية، وفرادة.
اليوم نرى الإمارات تحمل على عاتقها الرقي بالإنسان، والاهتمام بشأنه وفنه، والمحافظة على قدراته، وإمكاناته، ومواهبه، وملكاته العقلية، فنجد المؤسسات التعليمية تبث فوحها وبوحها في مختلف المجالات، ونجد الدولة حاضرة بقوة في تمهيد الطريق لكل مجتهد، وكل عابر طريق باتجاه المجد والسؤدد.
هذا النهج وهذا المنهج وهذا الوهج صادر بالأساس من منطقة القيادة المضاءة بالوعي بأهمية أن يكون الإنسان المصدر الرئيسي لصناعة المشاريع العملاقة، وصياغة لوحة الوطن من طين التفوق، وعجين القدرات الفائقة والتي تتميز بها الإمارات دون سائر دول المنطقة ومما جعلها محط أنظار الشعوب، ومآل طموحاتها، وموطن تطلعاتها كبلد يزخر بتربة خصبة صالحة لزراعة الأفكار النيرة، ومنزل من منازل الطمأنينة على المستقبل، وعدم الخشية من العواتي وكل ما يغبش العين، ويؤذي السمع.
صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في كل محفل وكل تصريح يضع الإنسان في أولويات حديثه، وفي مقدمة كلامه عن الوطن، وهو الإيمان الذي يكنه للمواطن والمقيم، وهي الثقة التي تجعله يضع الثوابت بين أيد أمينة، يد المواطن الذي غاص في اللجج بحثاً عن الدر الثمين، واليوم يبحر في الفضاء بأسئلة ما بعد الوقوف عند حواف القمر، مندمجاً مع الكواكب بما تحمله من أسرار الكشف عن الذات البشرية وما تمثله كقيمة حضارية تؤسس لإبداع جديد تطمح إليه الإمارات كما يطمح إليه أي بلد يجد في العلم النافع كتابه المفتوح نحو المستقبل.
هذه هي السيرة الذاتية لبلد فتح محارة المجد بوجد تاريخي أجج في روحه معاني الحب، حب الحياة، وحب الآخر، والانتماء إلى العالم من دون سعفة تخبئ لون البلح في العناقيد، وسلسال اللذة.
هذه هي الإمارات لها في الحياة سيرة وسيرورة وصرح وطرح، لا يغيب الأمل عن ناظري العشاق طالما هناك قيادة تسهر على مهد العطاء وتغذي المشاعر بمزيد من الأمنيات.