أكبرت يوم أمس الأول موقف عائلة إماراتية فقدت أحد أفرادها، ومع هذا تعالت فوق آلام مصابها، وآثرت تقبل العزاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي والاتصال الهاتفي حرصاً على سلامة الجميع في التطورات الأخيرة والمساهمة في تجاوز أزمة كوفيدـ 19، موقف يدل على إحساس وطني رفيع يتفاعل مع المستجدات ويضع سلامة الجميع فوق أي اعتبار.
مهم جداً إبداء أعلى درجات الالتزام بما تؤكد عليه السلطات الصحية من ضرورة ارتداء الكمامة والتقيد بالتباعد الجسدي والفحص الدوري، وغيرها من الإرشادات والتدابير الوقائية والاحترازية، لإنجاح جهود الدولة والوصول إلى مرحلة التعافي التام ودحر الجائحة، خاصة وأننا في الإمارات قد وُفقنا بفضل الله ورؤية قيادتنا الرشيدة في إرساء تجربة ناجحة ومتميزة في التصدي لها ومساعدة العديد من الدول والمجتمعات على تجاوز أصعب وأعقد مراحلها.
الموقف الذي ذكرت ثمرة وعي مسؤول ومدرك، والوعي سلاح المجتمعات اليقظة في وجه العديد مما يحاك لها من قبل الجهات التي تحاول السيطرة عليها بغية توجيهها وفق مراميها وأهدافها، ومن أجل ذلك تنفق المليارات من الدولارات لصنع آلتها الدعائية لاستمالة مختلف الشرائح.
تجد التنظيمات المتطرفة تولي اهتماماً خاصاً بهذا الجانب للإيقاع بضحاياها ومن ثم تجنيدهم لتنفيذ مخططاتها وأجنداتها الإجرامية. كما وشاهدنا كيف كانت جماعات الإسلام السياسي وهي تتغلغل في العديد من المجتمعات التي انخدعت بشعاراتها الرنانة وتركز على السيطرة عليها. وتحرص تلك الجماعات المأفونة على السيطرة على مفاصل ممكنات بناء وتوجيه الرأي العام من خلال المنابر والمناهج التعليمية ووسائل الإعلام والآن عبر وسائط التواصل الاجتماعي، ومن هنا أيضاً حرصت الدول على تحصين مجتمعاتها من الأفكار الضالة والمنحرفة والتي تمثل خطراً كبيراً على أمنها واستقرارها وسلامة مجتمعاتها وتهب عليها من كل مكان، وتسعى للمساس بوحدتها الوطنية بغية إحداث شرخ فيها وتفتيتها انطلاقاً من أمور قد تبدو للإنسان البسيط عادية للغاية.
الوعي يتطلب التصدي للشائعات واستقاء الأخبار والمعلومات من مصادرها الرسمية، وعدم الانجرار وراء مشاهد ومقاطع وإن تقمصت البراءة فيما تطرح ولكنْ لها غايات وأهداف بعيدة باحترافية دس السم في العسل. وهناك العديد من المنصات التي توظف لذلك، ومهما تعددت وتنوعت فإنها لن تنجح في استهدافنا، طالما حرصنا على ممارسة أعلى درجات اليقظة والوعي في التصدي لها ولأهدافها الخبيثة. والتحية لكل إنسان واع وضع نصب عينيه اسم ومصلحة الإمارات أولاً وأخيراً.