سطع نجم جديد في سماء «دار الزين»، بافتتاح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، صرحاً ثقافياً عظيماً يحمل اسمه، يعد منارة علمية وثقافية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، تجسد رؤية فارس آمن دائماً بأن هذه الأمة يجب أن تتقدم الركب، وعليها استئناف دورها في صنع الحضارة الإنسانية، الفارس الذي أطلق أكبر وأضخم تحدٍ عربي للقراءة لغرس «اقرأ»، هذا الفعل الحضاري الذي كان أول ما جاء به القرآن الكريم في قلوب وعقول الأجيال، وجملة من المبادرات لتشجيع العقول العربية الشابة على نبذ اليأس وبث الأمل وشحذ الهمم والطاقات، ليكون لهم مكانهم الطبيعي بين الأمم في عصر العلم والثقافة والحضارة والثورة الصناعية الرابعة.
مكتبة محمد بن راشد أقيمت على شكل المسند الخشبي لحمل الكتب، تعد عنواناً لكتاب مفتوح، رمز العقول النيرة والرؤية المنفتحة لباني دبي الحديثة، وتمثل تجربة الإمارات الملهمة لكل من يريد الاستفادة منها في بناء العقول والأوطان، ونشر قيم المحبة والتسامح والتعاون والتواصل الحضاري بين الأمم والشعوب.
المكتبة التي شيدت على موقع متميز بإطلالته البهية على خور دبي شريان المدينة النابضة، بُنيت على مساحة تزيد على نصف مليون قدم مربعة وبكلفة مليار درهم، تتكون من7 طوابق وتضم 9 مكتبات تخصصية، أكثر من مليون كتاب ورقي ورقمي و6 ملايين أطروحة بحثية.
افتتاح هذا المعلم الحضاري والمعرفي يؤكد أن قيادتنا الرشيدة أولت بناء العقول والتزود بالعلوم والمهارات كل الرعاية والاهتمام، جنباً إلى جنب مع إعلاء صروح البنيان الشامخ لإمارات الخير والمحبة، وأن رحلة التعمير والتشييد العمراني لم تكن أكثر أهمية من الاعتناء بتنمية المعرفة بمختلف دروبها، يتقدمها ترسيخ الهوية الوطنية ومنطلقات أجيال الحاضر والمستقبل.
 وكما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد لدى تدشين المعلم الحضاري الأكبر: «هدفنا من المكتبة تعزيز القراءة ونشر المعرفة ودعم الباحثين والمبدعين والعلماء، هدفنا من المكتبة إنارة فكر الإنسان»، وإن «أول وصية من السماء هي «اقرأ»، واليوم نطلق صرحاً ثقافياً وفكرياً لأجيالنا لتنفيذ هذه الوصية».«الاقتصاد بحاجة للمعرفة، والسياسة بحاجة للحكمة، والأمم بحاجة للتعلم.. وكل ذلك موجود في الكتاب.. واليوم لدينا صرح يضم ملايين الكتب لتطوير مسيرتنا التنموية»، وإن «المكتبات ترسّخ هويتنا.. وثقافتنا.. وجذورنا.. وتصنع مستقبلنا ومستقبل أجيالنا». حفظ الله الإمارات منارة عالمية.