خرجنا من تصفيات كأس العالم 2022 كسابقاتها منذ عام 1990، ولا تزال الحسرة على هدر الوقت والمال والجهد تلازمنا بعد كل مشاركة حتى على المستوى القاري، فلم يعد منتخبنا قادراً على تجاوز كبواته دورة بعد أخرى، ونكرر المحاولة بالفكر والآلية نفسيهما دونما تغيير، وكأن الإيقاع العقيم الذي نسير عليه هو الأصلح لبناء منتخب قادر على المنافسة، مع منتخبات ليس لديها إمكانات وبنى تحتية كما لدينا، وهو ما يعني أن هناك فكراً خاطئاً سائداً بيننا لإعداد المنتخب بالطريقة المعتادة، وقبل الاستحقاق بأيام وكأن إعداد المنتخب ليس من أولوياتنا على مدار العام، سوى حين يعلن الاتحادان الآسيوي والدولي عن تواريخ بطولاتهما، وحينها نفكر في الاستعداد لهما وفق ما تتاح لنا من أيام من دون المساس بجدول الدوري.
نحن بحاجة إلى فكر مختلف في إعداد المنتخب بعيداً عن السائد قبل المشاركة بأيام.. فإعداد المنتخب يجب أن يكون ضمن الأويات وبنفس وتيرة استعداد أنديتنا للمسابقات المحلية، ويجب أن يكون هناك تجمع شهري سواء هناك استحقاقات أم لا، فإعداد المنتخب لن يتم خلال فترة قصيرة للمشاركة الملزمة كتأدية الواجب والمشاركة بمجرد تسجيل الحضور، وعدم التعرض لعقوبة وكأن العقوبة تحفزنا للإعداد المسبق والمشاركة بهدف المنافسة كغيرنا من المنتخبات.
فما الذي يمنع الاتحاد من وضع برنامج وآلية تتيح لمنتخبنا الإعداد الدائم وخلق الانسجام بين لاعبيه، ويكون جاهزاً على الدوام سوى من بعض الملاحظات التي نسهل على الجهاز الفني تداركها بعد تجربة أكبر عدد من اللاعبين في المركز الواحد، واختيار الأنسب منهم مع اختيار أكثر من لاعب في المركز الواحد، كما هو متبع والمفاضلة بينهم لتحقيق الهدف من المشاركة.
ولا أعتقد أن الأندية تمانع في ذلك دون المساس بمشاركاتها المحلية والتأثير عليها إذا ما استطعنا برمجة مسابقاتنا ولن يضير الأمر شيئاً إذا عودنا أنديتنا على ضغط أسبوع من كل شهر لإعداد المنتخب، فهو أولوية يجب أن نعتادها لأن كل مشاركاتنا بالطريقة المألوفة لم نجني من ورائها سوى الفشل المتكرر والملازم طيلة العقود الماضية.
كما نرجو من القائمين على أنديتنا تفهم الأمر، وأن إعداد المنتخب أولوية وأهم من الإعداد للمسابقات المحلية.. فهل لنا أن نسمع في الأيام القادمة بتغيير النمظ السائد في إعداد المنتخب وما يحقق طموحنا بعيداً عن الأنانية والمصالح الخاصة بالأندية.