افتتحت دائرة البلديات والنقل مؤخراً مبنى سوق السمك الجديد بمنطقة ميناء زايد في أبوظبي، بالتعاون مع «مدن» العقارية المطورة للمشروع، ليشكل وجهة مميزة تضاف إلى الأسواق والمعالم الشهيرة في الإمارة. كما قالت الدائرة في بيانها بالمناسبة مؤكدة حرص «المشروع على توفير أفضل المعايير المتبعة عالمياً في تطوير الأسواق المجتمعية، واعتماد أفضل الخدمات والتسهيلات لأصحاب المحلات، ليقدم تجربة فريدة للمتسوقين تجمع في تفاصيل تصميمها الطابع التراثي الأصيل لمهنة صيد الأسماك في إمارة أبوظبي، والحفاظ على التاريخ العريق لسوق السمك الذي يعود إلى أكثر من أربعين عاماً». 
الواقع أن نشأة السوق تعود لأبعد من ذلك التاريخ كون أبوظبي مدينة ساحلية، فقد شهدناه ينمو ويكبر مع تبرعم المدينة التي تحولت اليوم إلى مدينة عصرية عالمية وعاصمة للجمال والنظافة والرقي والأمن والأمان بكل معنى الكلمة، والبدايات المتواضعة لشكله العصري قبل نحو خمسين عاماً مع بدء التخطيط الحضري للمدينة، وكان يقع في شارع خلفي يطلق عليه شارع «البايض» تكثر فيه محال بيع اللحوم غير بعيد من موقع مركز التجارة العالمي، قبل أن ينتقل إلى سوق الخضار والفواكه في المكان الذي اتخذت فيه جامعة نيويورك أبوظبي أول مقر لها في المربع الذي كان يضم قديماً سوق السخام أو الفحم، ويطل على شارع الشيخ راشد بن سعيد (المطار القديم) وامتداد شارع حمدان بن محمد ومبارك بن محمد والاستقلال، وأقيم فيه أيضاً مسجد الشيخ خليفة بن زايد قبل أن ينتقل السوق إلى مبناه القديم في منطقة الميناء ويستقر حالياً في موقعه الجديد الذي يضم مطاعم، و104«بسطات» لبيع الأسماك الطازجة، و8 للأسماك المجففة، إلى جانب 4 مساحات مخصصة للخضار والفواكه الطازجة و44 محطة تنظيف أسماك، بالإضافة إلى سوبر ماركت متنوع الخدمات. 
السوق الجديد إضافة متميزة وضمن مشروع تطويري أكبر وأوسع، ولكن أدعو القائمين على السوق لإعادة النظر في طريقة تنظيم منطقة التقطيع والتنظيف، فقد كانت العملية تتم سابقاً بكل يسر وسرعة وبتعامل مباشر بين المشتري والعامل، تحولت حالياً لعملية معقدة من لحظة استلام الرقم ودفع الأجرة وانتظار تسلم المشتريات مما يستغرق وقتاً طويلاً، خاصة في أيام العطل والإجازات التي تشهد إقبالاً أكبر من الجمهور. وكل الشكر والتقدير لجهود العاملين والمطورين الذين نتمنى عليهم تطوير جهود كبح الأسعار المبالغ فيها للأسماك.