في مثل هذا اليوم من العام 1966، أي منذ أكثر من 56 عاما كانت هذه الأرض الطيبة على موعد تغير فيه وجه التاريخ، وابتسمت الأقدار لمواطنيها مع تولي المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي، ليرسم بذلك أولى خيوط الحلم الكبير والعظيم في إقامة دولة اتحادية تحقق العيش الكريم وتصنع الرفاهية والسعادة لمواطنيها وتكون سندا وعونا للشقيق والصديق.
كانت رحلة عظيمة جليلة منذ تلك البدايات المتواضعة والتحديات الصعبة والجمة، حتى سلم الأمانة والراية، دولة عصرية شامخة مزدهرة، واليوم ورغم مرور كل هذه الأعوام والسنين على رحيل المؤسس الشيخ زايد يظل خالدا وباقيا في القلوب، تسطع ذكراه بالنور والضياء في ذاكرة الزمن والأجيال بسيرته العطرة وأعماله الجليلة الخالدة، فلا يكاد يمر علينا يوم إلا ويتداول أبناء هذا الوطن الغالي مقاطع مصورة لمواقف خالدة للرجل الذي قلما يجود الزمان بمثله. 
المتأمل للسيرة العطرة للراحل الكبير اهتمامه بالإنسان ووضع نهجا متفردا للاعتناء به والمجتمعات البشرية، انطلاقا من فلسفته الخاصة بأن الإنسان يظل محور كل الأشياء الجميلة في الحياة والذي يجب أن تسخر من أجله وللمجتمعات البشرية الموارد والإمكانيات، انطلاقا من رؤيته الخاصة بأن «الثروة الحقيقية هي ثروة الرجال، وليس المال والنفط، ولا فائدة في المال إذا لم يسخر لخدمة الشعب». و«بأن خير الثروة التي حبانا الله بها يجب أن يعم أصدقاءنا وأشقاءنا»، ليرسي بذلك نهجا خالدا مضت الإمارات على منواله منذ عهد التمكين على يد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رحمه الله، واليوم في ظل العهد الزاهر لإمارات الخير والعز والمحبة بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله. 
أداة تنفيذ الرؤية المتفردة للمؤسس كانت الحكمة التي تمتع بها وحرصه على غرس قيم الخير والمحبة والتسامح وحسن التعايش بين البشر، حكمة جعلت من الإمارات واحة غناء ينعم تحت ظلالها الوارفة مواطنوها ومقيموها من أكثر من 200 جنسية بكل الخير والرفاه والنماء والأمن والأمان، وامتد خيرها للجميع في أرجاء المعمورة دون تمييز للون أو عرق أو معتقد.
سيظل أرث زايد خالدا في قلوبنا، ونهجه نبراسا يضيء عقولنا وطريقنا لتحقيق المزيد من التقدم والرفعة لإعلاء شأن الوطن، وستظل سيرته الخالدة معينا لا ينضب لأجيال الحاضر والمستقبل.