تبحر بود وبلا حد نحو أعطاف مزقها قهر الأيام، وهناك تقف عند شغاف الحدود، تعمل جاهدة كي تخفف بلطف، وتجفف دموع المكلومين بمنديل العطاء، وتعطف، وتلطف، وتقطف للمتشظين من ثمرات بذلها، وتقدم الغالي لمن جفاه الدهر، وأدناه، من حضيض العازة، وقتر الحياة.
 الإمارات للمحتاجين العون، والصون، والمزن الثرية بعذب العطاء، وأجمل التعاطي. الإمارات في الزمان رمانة الميزان في عالم يتلظى من شظف، وكلف، ويواجه العاتيات بأيد خاوية، الإمارات تواجه التداعيات بحزم وجزم وتعتبر أن ما يحدث في العالم لهو يمس الضمير الإماراتي، الأمر الذي يستوجب الهبة، ويتطلب الإيثار، ويحتاج إلى وعي يتجاوز خدود الذات، ويلامس شواطئ الآخر بحنان الفطرة، وعفوية الطبيعة البشرية، وبراءة الحلم، هذا هو ما تقوم به الإمارات، وهذا هو ما تسعى لتكريسه في العالم كقانون حياة من أجل مصير مستقر مطمئن خال من ضجيج الشعارات، نقي نزيه لا تشوبه شائبة، ولا تعكر صفوه خائبة، إنه الضمير الإماراتي البحت، ضمير الصحراء التي أنجبت نجباء، نبلاء، رهنوا نفوسهم لأجل إنسانية طاهرة، معافاة، مشافاة من الأنانية، صافية من نشارة الخشب التي تسكن قلوب الغافلين، الساهين، المدبرين عن كل ما يضير العالم، وكل ما يقلق مضجعه. 
الإمارات في قلب الحدث الكوني وفي صلبه وترائبه، وفي محيطه ومحوره، وفي قلبه وروحه، لا تبارح بعيداً، ولا تغادر عن مواطن الجروح، فهي المنشغلة دوماً بآلام الآخرين، المشغولة بهمومهم، المنسكبة كالقطر على تربهم، الذاهبة في معانيهم، قيثارة حلم، وقلادة فرح، المنسجمة في زخات عرقهم، الملتحمة بتطلعاتهم، هي هكذا في الوجود سحابة سقيا، وبريق لقيا، هي رواية الفرح استعاضة عن طفح الغبن والنكد، هي قصة تاريخ يستولد السعادة من رحم التضامن، ومن تسامح الأفئدة، ومن تلاقح المشاعر التي أصبحت اليوم في الإمارات، خلية نحل، تعطي شهدها لمن ضحى، واستبسل من أجل عالم من دون خدوش، ولا نعوش، من أجل كون يرسم خطواته على ظهر موجة أحلام لا يغدر بها البحر، ولا تخدعها الرياح. 
الإمارات اليوم تقود المرحلة بوعي قيادة آمنت أن تضامن البشرية هو ترياق السلام والمحبة في عالم بات في أمس الحاجة إلى هذا السلام، وهذا الحب حتى تسمر الإنسانية تطهو قوتها على جمرات لا تحرق أصابع الطاهين النبلاء. الإمارات بكل الود تقدم الود محمولاً على أكتاف إرادة لا تخنع لعوامل التثبيط، والإحباط.