مثل ما هي الأرض المعشوشبة تستقطب الباحثين عن كلأ، مثل ما هي الهيرات البحرية تجذب عيون الغائصين على لؤلؤة الحياة، هي الإمارات اليوم أصبحت جهة استقطاب جيل يبحث عن عمل حر من دون منغصات ولا عقبات ولا معرقلات ولا مكدرات.
الإمارات اليوم هي أرض الأحلام التي ينشدها الجيل الجديد من جميع بقاع العالم، لأنها بلد يتمتع بمنظومة قوانين تدفع بالتي هي أحسن، وتعمل على دفع عجلة التنمية الاقتصادية نحو أرقام فلكية مدهشة، ومغرية لكل طموح جموح، وكل من لديه أدوات التفوق في عمل يحتاج أولاً إلى الذكاء الفردي، وثانياً يتعزز هذا الذكاء بما تقدمه الأرض التي يمشي عليها من تسهيلات في منظومة التأشيرات ورخص ممارسة العمل الحر، وطبعاً إضافة إلى سماكة الأبنية التحتية وتماسكها وقوتها وتطورها، ورقيها وشفافيتها، كل هذه المعطيات تؤدي إلى حفلة اقتصادية بهيجة، وإلى تظاهرة اقتصادية مزدانة بوجوه لا تعرف العبوس، ولا تقترب من النكوص إنها وجوه تسامحت، كما تصالحت النفوس مع ذواتها فأصبحت الصدور ميادين فرح ترتع فيها غزلان الوعي، جذلة سعيدة لا يوقفها صعب، ولا يعثرها عسير، إنها الإمارات التي صنعت وعياً مختلفاً متجاوزاً حدود المرحلة، متعاقباً كأنه السحابات الممطرة، مترادفاً كأنه الموجات العارمة، متدفقاً كأنه الأنا الحالمة.
هذا الوطن اليوم يذهب بالعالم إلى مناطق بعيدة من الوعي ولا يتقف حضه ولا نبضه، إنه وطن الصحراء التي ذللت الكثبان حتى أصبحت مهد عطاء، وصارت السماء سقفاً يلون العيون بالأزرق الصافي، والنهل الشافي، هي هكذا بلادنا حباها الله بقيادة سباقة في إبداع ما يمكن أن يجعل الإنسان راعياً للكون كما قال مارتن هايدجر فيلسوف ألمانيا الوجودي الجميل.
هكذا هي الإمارات تخوض معركة السلام باقتصاد زاه، راق، محتشد بكل قواه الفتية متجه نحو العلا بشجاعة الفرسان ونقاء الشعر، وإلهام القصيدة. هكذا هي الإمارات هي اليوم حلم كل محب، وعاشق للعمل الحر.
ونحن نتابع المشهد الاقتصادي في الإمارات، ونرى شباباً في عمر الورود، يتصدرون العمل الاقتصادي الحر، ويسهرون ويفكرون، ويعملون بجد واجتهاد من أجل الفوز بحزمة نجاحات تؤدي بهم إلى تحقيق أمنيات طالما سكنت في مهجهم، وطالما أرقت قلوبهم واليوم وبعد هذا الفتح الاقتصادي يرون أنهم على مشارف تحد لا بد وأن يواجهوه بقلوب صامدة، جسورة، قوية ليصلوا إلى حيث يريدون، وحيث يتمنون، لأن الحياة هي جسر للوصول وليست مكاناً للتوقف، وهذا ما علمتنا الصحراء ولقننا به البحر، وهؤلاء أبناء الأرض الطيبة يستدعون ما سكن في الذاكرة من خلود المعاني النبيلة ويطبقونه على أرض الواقع، وها هم ينجحون، ويتفوقون على العقبات، بكل نبل وسخاء.
هؤلاء هم الجيل الذي سيضيء حياتنا بمنجزات مدهشة، وأعمال اقتصادية حرة ذكية، برونق الفراسة، وحسن التدبير.