41 عاماً والشارقة تضيء دروب الثقافة والإبداع بفيض نور صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، المثقف المبدع الذي جعل من المعرض السنوي للكتاب أرقى المدارج لاحتواء ثقافات الشعوب في شتى مجالاتها علوماً وآداباً مدونة في آلاف الكتب التي اصطفت على منصات الناشرين من كل بلد من البلدان التي حظيت بالحضور إلى هذا المعرض، كما كانت تحظى بالحضور والمشاركة كل عام في المعارض السابقة. كما أن معرض الشارقة الدولي للكتاب يثير الدهشة والإعجاب والبهجة لكل زائر يسعى إلى المعرفة والتطور باقتناء الكتب.
وإلى جانب هذا، يوجِد معرض الكتاب مناخاً اجتماعياً حميمياً وطيباً، ففي المقهى يلتقي أصدقاء باعدت بينهم سبل العيش والبحث الممض لتلبية شروطه المتجددة، واكتُسبت فيه صداقات جديدة. وعرف كثيرون منهم أن أصدقاء لهم من بلدان مختلفة يقيمون حيث يقيمون، وربما ليس بين مساكنهم سوى شارع أو بضعة أمتار، ودارت فيه أحاديث تناولت شتى الوقائع اليومية بمضامينها المتعددة، وتبودلت فيه العناوين وأرقام الهواتف، وأصبحت من خلاله لكل فرد رقعة معرفية وإنسانية اجتماعية أوسع وأشمل. كما يتيح المعرض للشعراء المدعوين فرصة قراءة قصائدهم وللكتاب توقيع الكتب التي صدرت لهم.
وإلى ذلك، فإن معرض الكتاب مناسبة سنوية لمعرفة المستجد من الكتب التي تتناول موضوعات الحياة والكون والكائنات وعلوم نشأتها وطبائعها من توصيف لمسيرة الإنسان التاريخية إلى التوغل في أسرار كينونته وطاقاته المبدعة، وكل ما يمُتُّ إلى حياته بتجلياتها وأسرارها ونتاجاتها بصلة قريبة أو بعيدة. وعلى رغم أن بعض هذا التنوع قائم على الترجمة عن ثقافات متعددة، ولكنها ستظل بؤرة إضاءة ودليل معرفة وتنوير وعي.
إن معارض الشارقة للكتاب أصبحت مصدراً مهماً وتعويضياً عن غياب الكتاب بتنوعه أحياناً في المكتبات. ومن أجمل وأروع ما يحتويه المعرض التنوع الفني والثقافي متعدد الأشكال مثل الفعاليات الثقافية التي تشمل عقد الندوات والجلسات الحوارية مع الروائيين والمفكرين، واستضافة بعض الشعراء للأمسيات الشعرية، وحفلات التوقيع على مؤلفات بعض الكُتاب التي تم نشرها من قبل بعض دور النشر. كما يولي معرض الشارقة الدولي للكتاب اهتماماً كبيراً للأطفال، حيث يقدم بعض ضيوف المعرض أنشطة متنوعة في مختلف الحقول المعرفية والثقافية والترفيهية التي تثري معارف الأطفال. كما خصص المعرض فعاليات جميلة في ركن الطهي بحضور أشهر الطهاة العرب والأجانب، حيث تتسنى للضيوف مشاهدة عروض الطهي وتذوق ألذ المأكولات! فألف تحية وتقدير لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، راعي الثقافة والمحبة والسلام.