نقرأ، لنكتب فاتحة الحياة، لنغلق نافذة الغبار.
نقرأ، لأننا في الحياة جداول، إن سدت قنواتها ماتت الأشجار، وسحبت الأرض، ويبست عروق الغزلان، وأناخت للنوم يأكلها البؤس.
نقرأ، لأن في القراءة، تتفتق قريحة الوردة، فتبدي عطرها للقادمين من جهة الأفق، وتكتب النخلة روايتها، وتحكي عن قصة البدء، حين كانت السعفات مراوحَ تنقي الهواء، والجذوع أوتاداً لخيمة الدفء.
نقرأ، لأننا عشاق، والعشاق لديهم أحلام، والأحلام لا تكون زاهية إلا إذا حملت على أكتاف رموش مجدولة بأبجدية الضاد، وما تلاها من النون والقلم.
نقرأ، لأن القراءة مفتاح العقل، ولأن القراءة السر في السحر، والسبر في مضمون الوعي، وما الوعي إلا خصلة في جديلة امرأة، تفعلها في كل صباح لتعيد تهذيبها من أجل أن تصبح المرآة أكثر جمالاً.
نقرأ، لأن في مخزوننا الذهني زخماً وافراً من القصص، لا بد وأن تقرأ، ولا بد وأن تفسر لجيل يحتاج إلى القصة كي يصحو من دون فزع.
نقرأ، لأن وطننا يمتلك من الكنوز ما يجعله يحتاج إلى قراء حقيقيين، وإلى عشاق يجيدون فن الحب، ولا يتقاعسون عن ترسيخه في الحياة.
نقرأ، لأن قيادتنا الرشيدة فتحت أول صفحة في كتاب الحلم، ومن ثم قلبت صفحات كتاب الأمل، ثم كتاب الطموحات الكبرى، فوجدت أنه لا مجال لطي الصفحات، فالإمارات بلد الآمال، والأمنيات العظيمة، ومن يهوى تعقب الركب عليه أن يقرأ، لأن في القراءة جوهر الأعماق السحيقة، وهناك تكمن ثروة الشعوب، ومكانتها، وقدرتها على اختراق حاجز التخلف وتحقيق مشروعها التطوري، وإنجاز ما تحتاجه لكي تبقى في الصفوف الأولى، ولكي تحجز مقعدها عند الأمم المتحضرة، وتكون قادرة على الصمود في وجه المتغيرات، متمكنة في صد هجمات الطبيعة، ومسيطرة على ديمومة حياتها.
نقرأ، لأننا أمة القراءة، منذ البابلية الأولى وحتى آخر صفحة في كتاب الوجود.
نقرأ، وسنظل نقرأ لأن الشرفاء، صنعوا لنا مجد القراءة في كل موقع، وزاوية، وناصية، وأسسوا مناهج الحلم على أسس واعية، ومدركة فعل القراءة في العقل، وفي مشاعر الناس.
نقرأ، لأن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أراد أن نكون الأوائل في مختلف الميادين والصعد، وهذا لن يتم إلا بالقراءة، والنحت على صفحات العقل كي يكون دائماً ناصع البياض.
نقرأ، لأن أول الحلم قراءة، وآخره نعيم النظرة، وبهجة التلامس مع الواقع، لتصبح الحياة بهية كأنها الشمس بعد انقشاع الغبار.