يوم السبت الماضي، وقد كان يوم عطلة أسبوعية وعشية العام الميلادي الجديد، نعمت وغيري من سكان المناطق خارج جزيرة أبوظبي بتجربة قيادة مريحة وممتعة حملت أتم صور السلاسة والسلامة المرورية، وذلك بعد قرار شرطة أبوظبي منع حركة الشاحنات الثقيلة وحافلات نقل العمال باتجاه العاصمة، بمناسبة الاحتفال باستقبال العام الجديد. ومما زاد من سلاسة الحركة أنه كان يوم عطلة - كما ذكرت - ولا حركة سوى لأمثالي ممن تقضي أعمالهم التوجه للمكاتب.
 كانت الطرق هادئة والحركة فيها انسيابية للغاية، وكانت مناطق الجسور وما يعتبر «أعناق الزجاجة» للخارج من مدينة محمد بن زايد، على سبيل المثال، والمنطقة الصناعية في المصفح تشهد حركة خفيفة والمركبات المعدودة التي تدب عليها في تلك الساعة المبكرة من الصباح ينطلق معها كل نحو غايته من دون عرقلة أو تعطل، والأهم من دون قلق أو توتر لغياب الشاحنات والمركبات الثقيلة وحافلات العمال التي كانت تتسابق مع سائقي السيارات وتنازعهم على الطريق وبالذات في الطرق المؤدية للمناطق المذكورة، وتمارس «تنمراً» مرورياً، إن جاز لنا التعبير، في كثير من الأوقات، ولا سيما أثناء ساعات الذروة لدى الذهاب أو العودة من الأعمال.
 حالة الهدوء والسلاسة المرورية التي نعم بها مستخدمو الطريق خلال تلك الفترة التي سبقت انبلاج فجر العام الجديد، ينبغي أن تكون محل تقييم ودراسة والتفكير في كيفية تحقيقها لفترات أطول، ولو خلال مرحلة مؤقتة، ريثما يتم التوصل لحلول جذرية مستدامة، بإقامة جسور إضافية أو مخارج ومداخل جديدة، خاصة مع تزايد أعداد السكان خارج جزيرة أبوظبي، وتمدد وتوسع المدن والضواحي الجديدة.
 من وحي الحالة المرورية التي شهدتها تلك المناطق وهي تحتضن اليوم آلاف البيوت والمساكن للمواطنين ومئات المنشآت وعشرات المقار الحكومية والمدارس الحكومية والخاصة والجامعات، نحن بحاجة لوقفة وتفكير خارج الصندوق وعصف ذهني لتبني حلول، وإن كانت مرحلية، كإعادة النظر في مواعيد الدراسة واكتظاظ الطرق في وقت واحد بالحافلات المدرسية الصفراء وسيارات أولياء الأمور، أو مواعيد الدوام للدوائر الحكومية، خاصة أن لدينا تجربة ثرية ودرساً ناجحاً من جائحة كورونا خلال فترة العمل والدراسة عن بُعد.
دعوات سبق وأن طُرحت من قبل، ويتطلب الأمر دراستها بصورة جدية للاستفادة منها لتحقيق سلاسة الحركة بالصورة المنشودة وما يستتبعها من سلامة مرورية والأهداف الاستراتيجية لشرطة أبوظبي ودائرة البلديات والنقل.