* ما زلنا مخفقين في الترويج السياحي لمعظم مدننا التي تستحق الكثير، ويمكن أن تجلب الكثير من السمعة والصورة الجميلة والمردود المادي الذي لا يستهان به، وهنا لابد أن تتضافر جهود مؤسسات عامة، وشركات خاصة، وفق ضوابط ومعايير ملزمة، بالاستعانة مع الخبرات الأجنبية التي لها باع طويل في هذه التجربة السياحية والترويجية، ولا نكتفي باجتهادات موظف ما زال في ريعان تجربته الوظيفية، ولا على قصيري النظر في أهمية هذا القطاع والشريان المالي المهم، خاصة ونحن اليوم نبني الكثير، ونقدّم أفضل ما في البنى التحتية والخدماتية، ونتبنى المشاريع الحضارية والثقافية والفنية والعمرانية والرياضية والصحية، وشركات نقل وطنية عالمية، إضافة إلى الإرث التاريخي الذي نملك، السياحة في العالم اليوم توازي الدخل النفطي لكثير من البلدان، ونحن نملك النفط، ولا نريد أن نفرّط في السياحة، وإني لأعجب كيف تستطيع مدينة أوروبية وحدها، كمدينة وبلدية، أن تسوق نفسها وتروّج لمكتسباتها أكثر من بعض الدول؟ إنها الإرادة والوعي والفهم، ووفرة المتخصصين المبدعين! 
* بعض من تواقيع الناس، لا بد وأن تستوقفك، تجد واحداً يوقع من وراء خاطره، وتقول: ماذا يجبر هذا الشخص على التوقيع دونما اقتناع؟ وكأنه يوقّع على إفلاس أحد جيرانه، بعض من هذه التوقيعات، مثل وجه شخص صاح من بدري، كعجينة طحين غير مختمرة، بعضها لا يوحي بالثقة تماماً، ويشعرك أنه ناو على الوقيعة بك، وحده التوقيع المهم، يعجبك كيفما كان، لأن وراءه كل الفائدة، ورؤيته مدخل للارتياح، والتنفس بعده بعمق!
* لا أدري لم لا يخجل الكثير من مستعملي وسائل التواصل الاجتماعي من السب والشتم، وقلة الأدب، والتطاول، وتقديم الكلام السوقي، والعنف اللفظي تجاه الآخر، وكأن هذه المساحة الجميلة والحرة والمفتوحة للجميع يريد البعض أن يحولها إلى مكان آثم ورخيص، ثمة كلام يجرح الشريف والأمين والمخلص والوطني والإنسان المتحضر، ولو كان الشتم موجهاً لعدو أو مجرم أو ظالم، ما دخل الأم والأخت والبنت والأب في هذا التعدي اللاأخلاقي، وكأنهم شركاء في الجرم، ومن خلال مساحة ليست حكراً للبذيئين، وإنما مساحة حرة للجميع!
* لماذا حين نعود للمدن الحاضنة للولادة البكر، والمدن التي كانت مرتع الصبا، نشعر كلما دخلناها برائحة الطفولة، ودفء الأمهات، وتلك الطمأنينة التي تتسرب للصدر، جاعلة من يومنا شيئاً مختلفاً، وزارعة الأمل من جديد فينا؟ هل هي سكينة المهد، وفرحة الدهشة الأولى، وتعلم أبجديات الأشياء؟ لا شيء يعدل مسقط الرأس، ذلك الذي يبقى عزيزاً في الداخل، ومسافراً معنا في الخارج، وحين ترجّنا خطوات الحياة لا نتذكر شيئاً مثلها، ربما لأنها المهد، وربما هي اللحد!
* هناك مصطلحات تختص بفئة من الناس دون غيرهم، مصطلح «اوه.. ماي كاش» الذي تكثر من استعماله البنات المراهقات، أراه غير لائق بالرجال، وأكرم على لحاهم من استعماله في الطالعة والنازلة، فهو رديف لبنت تضع تقويم الأسنان، وتمضغ اللبان، وتتردد على مطاعم «الجنك فود»، لا شباب تطرّ شواربهم، ونأمل منهم الخير الكثير، والعزم، وارتداء الرجولة المبكرة، خليكم من «اوه ماي كاش»، شو فيها «يا رباااااه» على رأي معلقنا الجميل!