مهما تفنن تجار السموم ومروجو وموزعو المخدرات في أساليبهم الخادعة لتمرير بضاعتهم المدمرة لمجتمعاتنا، ستظل العيون الساهرة في أجهزتنا الأمنية وفرق المكافحة لهم بالمرصاد، ففي أحدث ضربة لهؤلاء الأبطال ألقت شرطة أبوظبي القبض على مهرب حاول إدخال 4.5 مليون قرص من مخدر «الكبتاجون» داخل مُعلبات مواد غذائية محفوظة، تمهيداً لنقلها وتهريبها لدولة شقيقة.
العملية الناجحة تعكس اليقظة العالية للعيون الساهرة ومستوى التنسيق الذي تحرص عليه والطريقة الاستباقية التي تعمل بها، حيث «رصدت وصول المتهم إلى أحد منافذ الدولة وقيامه باستيراد كمية كبيرة من عُلب الفاصوليا الخضراء المحفوظة، وتمكن من استخلاصها على أنها مواد غذائية، وبعد اتباع كافة الإجراءات القانونية وفي لحظة الصفر داهم الفريق المتهم وقبض عليه عند وصوله إلى مخزن في إحدى إمارات الدولة لتفريغ علب الفاصوليا تمهيداً لإخفاء المخدرات داخلها». وجرى ضبط ما يقارب 4.5 مليون حبة من مخدر الكبتاجون والأدوات المستخدمة لإعداد وتجهيز وتغليف المواد المخدرة للإتجار بها».
وأكدت شرطة أبوظبي في معرض إعلانها عن العملية على قدراتها وإمكاناتها العالية «باستخدام أفضل الطرق والوسائل الحديثة في مجابهة مروجي المخدرات، الذين لا يتوانون عن استخدام مختلف الأساليب الإجرامية لتسريب سمومهم إلى المجتمع واستهداف الشباب، مشددة على «أهمية الشراكة والتعاون مع المؤسسات المعنية، ومختلف شرائح المجتمع للوقاية من مخاطر المخدرات» داعية كل فرد في المجتمع إلى «تجسيد مفهوم المواطنة الإيجابية بعدم التردّد بالإبلاغ عن أي معلومات تتعلق بقضايا المخدرات».
كما اعتبرت أن «أرقام الضبطيات مؤشر إيجابي على جهود شرطة أبوظبي في الحد من ترويج المخدرات، والنيل من تجارها ومهربيها في استكمال مخططاتهم الإجرامية، وما يبذله رجال المكافحة من جهود مثمرة، وما يتسمون به من جاهزية فائقة وسرعة استجابة في التعاون والتصدي لآفة المخدرات، وحماية المجتمع، لا سيما الشباب، من آثارها القاتلة».
واذا كانت هناك من كلمة فتتعلق بتوجهات تجار السموم الذين اعتمدوا الإغراق نحو مجتمعاتنا بعد الضربات الوجعة التي تلقوها على يد رجال المكافحة وأجهزتنا الأمنية وهو ما تعبره حجم الضبطيات. ومع كل عملية ناجحة تسقط أحد هؤلاء المجرمين تتجدد دعواتنا بإنزال عقوبة الإعدام بهؤلاء الذين لا تقل علتهم الإجرامية عن أي إرهابي يستهدف دمار وخراب شبابنا وأوطاننا. وشكراً كبيراً للعيون الساهرة على أمن الإمارات، حفظها الله من كل مكروه وشر، وأدام عزها.