هذه هي عبقرية العمالقة، وهذه هي فطرة الذين يلونون أحلام الناس ببهجة الوصول إلى القمة. كان سيجموند فرويد عالم النفس النمساوي الكبير، له الأولوية في تفسير أحلام النوم، ومنذ ذلك الزمان لم يتجرأ أحد من عباقرة الكون لتفسير أحلام النهار. اليوم يبرز من بيننا العقل الذي تجاوز حدود الزمان، وأمسك بزمام الحلم الإماراتي وهو يتمشى نهاراً على رموش العشاق، ومن في عيونهم بريق الآمال التي لا تنطفئ. اليوم نحن وفي عز النهار، والشمس تسبك قلادة الفرح، والوطن يرتل أحلامه على صفحات التاريخ، اليوم وليس أمس، ونحن دوماً نسبق الأيام في افتراش سجادة الطموحات، ونمضي فارهين ونحن نقرأ سجل الكواكب، وفي مواكب الاستثنائية نكون في الصفوف الأولى لأن لدينا فرساناً تتشرف بهم الإمارات، ولأن لدينا قيادة عينها على الحاضر، والسبابة نحو المستقبل، وقبلة على الجبين تهديها لكل مجتهد، وكل باذل بسخاء من أجل وطن أحلامه أجنحة دوماً سكناها في الفضاء، ودوماً تطلعاتها محمولة على أكتاف وعي لا يكف عن فتح دفاتر القراءة كي يستمر الدرس، وكي لا تتوقف عقارب الساعة عن الإنجازات، وتشييد المشاريع التي تجعلنا دوماً عند هامات النجوم، وفي شغاف الغيوم. لن ينتظر الوطن طويلاً، فالنيادي هناك يضع العلم، مُرفقاً باسم الإمارات، وهناك قائمة تنتظر الرحلات القادمة، لأن قطار الإمارات ليس لمحطاته حدود، وليس لساعاته عقارب يوقفها الزمن، إنها موهبة شعب، وإنها عبقرية مكان، وإنها سجية قيادة، والحلم رمش يمشط وجدان الناس الذين وهبهم الله ملكة الإبداع، ومنحهم الإبداع القدرة على تجاوز عواقب الأيام بابتسامة عذبة تغير مجرى الخطوات، وتذهب بالطموحات نحو غايات هي أشبه بعشب الحقول في مرابع غزلان القلق، والقلق هو وعينا بالحرية، هو رغبتنا بالوصول دوماً. بحمد الله وفضله وصل النيادي، ورسالته كذلك وصلت، ولم يزل الحلم يضم سم الخياط في ياقة القماشة المخملية، ولم نزل ننتظر الشمس كي تمنحنا أكثر من شعاع، لأن الألوان في الصحراء تبدو مثل الصفحات، كلما قلبنا صفحة، تتلوها أخرى، وأول الصفحات هي ما تبهرنا لغتها، وهي ما تجعلنا لا نتوقف عن تلاوة الأسماء، والأسماء في الإمارات منقوشة بالذهب، والعقول هي اللجج التي تكمن فيها درر الثراء الحضاري، والإبداعي. لن نتوقف، لأن الحب لا يوقف نبضات القلوب، ونبضات قلوب أبنائنا هي دفق الفكرة النيرة والإبداع الفريد. مائة وثمانون يوماً هي الزمن في وجدان كل إماراتي، والدعوات مرفوعة للخالق عز وجل أن يوفق فلذة الكبد، ونسغ الروح، ومضغة القلب، سلطان النيادي، ويا أم، ويا أب، نشارككما الفرح، كما نتقاسم معكما لحظات الانتظار، للعودة الميمونة، لمن حمل على عاتقه رسالة الإمارات إلى العالم، بأن في قلب الصحراء تكمن حقيقة الحب، وسمة الحب هي التضحية، من أجل وطن الإنجازات العظيمة. حفظ الله سلطاننا، وأيده بنصره.