لم يعد كافياً أن يفوز باريس سان جيرمان بلقبه الحادي عشر في الدوري الفرنسي، فالأهداف باتت أكبر من مجرد لقب محلي آخر، خاصة أنه منذ عام 2012 أحرز باريس سان جيرمان بطولة الدوري 8 مرات، وأصبح محتكراً لها، لدرجة أن قوة الفريق أضعفت مسابقة الدوري الفرنسي، تماماً مثل بايرن ميونيخ فى البوندسليجا ويوفنتوس سابقاً في الكالتشيو.. ولم يعد كافياً أن تضم تشكيلة باريس سان جيرمان مجموعة من أبرز نجوم العالم في كرة القدم، مثل كيليان مبابى، وليونيل ميسى، ونيمار، وأشرف حكيمى، وراموس، وفيراتى، وغيرهم من نجوم لدرجة أن الفريق يبدو مثل أحد أشهر المتاجر الفخمة التي تزين أحد أثرى وأغنى وأهم شارع في فرنسا وأحد أشهر ثلاثة شوارع في العالم، وهو شارع الشانزليزيه.
هزيمة باريس سان جيرمان الأخيرة أمام ليون أثارت جماهيره، وتعرض ميسي بطل كأس العالم لصافرات الغضب للمرة الثانية، وكانت المرة الأولى بعد الخسارة أمام بايرن ميونيخ، والخروج من دوري أبطال أوروبا، ثم الخروج من كأس فرنسا أمام غريمه أولمبيك مرسيليا، وصحيح أن القوة الهجومية للفريق تأثرت بإصابة نيمار وخروجه من الموسم، بجانب إصابة مبابي، وغيابه، لكن جمهور نادي العاصمة يريد لقب دوري أبطال أوروبا الذي يبدو عصياً أمام نجومه.
صافرات الغضب التي لاحقت ميسي، قابلها تحية بعض محبيه ومريديه من جمهور الفريق، إلا أن كل خسارة يسأل عنها ميسي، وكل انتصار ينسب إلى كيليان مبابي، ربما يرجع ذلك إلى أن ميسي مع نادي العاصمة ليس هو ميسي إقليم كاتالونيا الذي أبدع وتألق وحقق أرقامه القياسية وإبداعه الذي انتزع آهات الإعجاب من المدرجات، كما أن فاصل الغزل الدائر حالياً بين النجم الأرجنتيني وبين ناديه الإسباني ليس خافياً عن جماهير باريس سان جيرمان، وهو ما يعد كسراً لأهم قواعد الاحتراف، وهو الولاء، ومعلوم أن عودة ميسي إلى برشلونة مرتبطة بتخفيض في رواتب الفريق يصل إلى 200 مليون يورو في الموسم القادم.
كل ما يهم أنصار باريس سان جيرمان هو لقب دوري أبطال أوروبا مصحوباً بأرقى مستويات كرة القدم ومهاراتها الجماعية، كي يدخل الفريق في دائرة الفرق الأوروبية الكبرى مثل ريال مدريد وبرشلونة، وماشستر سيتي وبايرن ميونيخ وليفربول، فهذا هو الهدف الذي يرضي كبرياء جماهير الفريق.
كريستوف جاليتير مدرب باريس سان جيرمان أرجع الإخفاقات الأخيرة إلى كثرة الغيابات المؤثرة عن التشكيل للإصابات، وهو تبرير لم يقنع جمهور النادي حتى لو كان حقيقياً، فالقضية ليست مباراة أو مباراتين في الدوري أو الكأس المحليين، وإنما لقب أوروبي، وهو الحلم العزيز بما يملكه الفريق من أسلحة ونجوم تضاهي أفخم معارض شارع الشانزليزيه.