قبل البدء كانت الفكرة: تعجب من أناس يتسارعون للصلوات النافلة، ويزاحمون ويتزاحمون من أجلها في المساجد بغية الأجر والثواب واللهج بالدعاء، لكنهم لا يتوانون في إرسال شواظ من النار بألسنتهم في حق هذا، وتلك، ولا يقصرون عن رمي الآخرين بشرر حتى قبل أن يجدد الواحد منهم وضوءه للصلاة، والله أن تعب الناس وقلقهم الذي يسببه لهم هؤلاء الذين لا تنهاهم صلاتهم عن الفحشاء والمنكر لهو أشد ثقلاً على الكاهل من أن تمحوه صلاة المرائي!
خبروا الزمان فقالوا: 
- العصا التي تحطم النافذة، لا تقتل كلباً.
- اللص يحزن كثيراً لأنه سيودع السجن، لا لكونه لصاً.
- النميمة لا تقرب مودة إلا أفسدتها، ولا عداوة إلا جددتها، ولا جماعة إلا بددتها.
- يمشي الفقير وكل شيء ضده         والناس تغلق دونه أبوابها
وتراه مبغوضاً وليس بمذنب            ويرى العداوة لا يرى أسبابها
أمثال وأقوال: ليس من عماد مثل القلم والحرف بنى الإنسان عليهما حضارته منذ الأزل وطور أشياءه وارتقى بعلمه وعمله ونفسه نحو التقدم والأفضل، وقد ذكر القلم في القرآن 4 مرات، وهناك سورة فيه عنونت بالقلم، وورد في الأحاديث الشريفة، وسمي بالقلم لأنه يقلم من القصب أي يقطع، له مسميات متعددة في العربية، مثل؛ اليراع، المذبر، الرقم، لكن الطاغي هو القلم، له في الأمثال مقولات كثيرة، أول من عرفه السومريون قبل 4 آلاف سنة، وسميت الكتابة على الطين بالمسمارية.
خزائن المعرفة: تقول العرب: «ساحة الوغى»، أصل الوغى هو جلبة الجيش، وأصوات الحرب، وأصوات البعوض والنحل إذا اجتمع طنينها، و«الغوغاء» أصلها صغار الجراد، وتقال لعامة الناس وأراذلها، و«الجحافل» مفردها جحفل، وهو ألف إلى أربعة آلاف محارب، وتقول: «كانت لنا صولات وجولات»، الصولة، هي السطوة في الحرب، والجولة الانتصار والظَفَر، و«أولادنا فلذات أكبادنا»، الفلذة، هي قطعة من اللحم أو الكبد أو الذهب أو الفضة، وتقول: «لا يفرق بين الغَث والسمين»، وأصل الغث اللحم الفاسد، والسمين اللحم الطيب، و«رجل شديد الشكيمة»، الشكيمة هي الحديدة التي توضع في فم الفرس، كجزء من اللجام، للجم حركة الخيل، و«جاؤوا من كل حَدب وصوب»، أصل الحدب ما ارتفع من الأرض، ونقول في عاميتنا: «حدبة رمل»، والصوب، الجهة أو الناحية.
خير جليس: كتاب «صلاة الجمعة فرض ديني أم حدث اجتماعي» للباحث والكاتب «أبو إلياس سويد الأحمدي»، كتاب ضخم يضم بين دفتيه مسألة فرضية صلاة الجمعة، وتعريف معنى الصلاة جامعة، ونماذج لآيات الصلاة والأحاديث المتعلقة بها، معنى الصلاة على النبي وتاريخيتها وصلاة الشافعي، التحولات في الفقه والحديث، حضور التسيس والصراعات في العهود الإسلامية واختلاط ودس بعض المفاهيم في الفكر الإسلامي، سورة الجمعة واجتماع السوق، تعريف بأسواق وتجارة العرب وأسواق المدينة ومكة، واجتماع الجمعة واجتماع العيد، تاريخ الندوات والاجتماعات من الحضارة السومرية إلى الحضارة الإسلامية، الاجتماع والسلطة والمذاهب الإسلامية المختلفة، تأثير السلطة السياسية في تعدد الجمع والتصرف في الأذان والخطبة، التفريق بين مصطلح الجامع والمسجد، أهل الشورى في العهد الإسلامي الأول، ومعنى العصا على المنبر، تاريخ صلاة الجمعة، وتفاسير سورة الجمعة، وجواز صلاة الجمعة بدون السلطان أو خارج المدن، المواطنة وسيرتها من سومر إلى العهد النبوي، روحانية الجمعة بين الأصالة والمعاصرة، والفصل الأخير خصصه للحديث عن الله والإنسان.
محفوظات الصدور:
لو عــــــــوقي من الخبيــصــــــه        بشبع نهار العيد 
بيّ من سَــحَى القصــيـــصـــــه        وأرّث عوق شديد
                      ***** 
يا باني البيـــت شعـــرك شاب        ابني حصا كبار شيبني
ما من كبــر سني شعـــر شاب        إلا فرق المحبين شيبني
                      ***** 
بـــــرقٍ في المغيـــــب لَظّ ولاح        وناسٍ بلوني بلاويهم
حــــق اثنينـــــه ما أبـا ســـــلاح        حتى بخناجر بلاويهم
                      ***** 
جماليات رمستنا: نقول: لَخّه على وجهه، أي لطمه، وهي فصيحة ضربه على رأسه أو وجهه، ونقول: لِزّ هناك، ابتعد وتطرف، وهي فصيحة من شدّه وألصقه هناك، ونقول: لهيت عن فلان، غفلت عنه واشتغلت بغيره، والملهية، واللهاية، المصاصة التي تلهي الطفل عن الحليب والبكاء، وكلها فصيح، ونقول: مرط فلوسه، أي سحبها منه بسرعة وبغفلة وبقوة، وهي فصيحة مرط الأكل نتفه وأكله بسرعة، ونقول: عطني نتفه من الخبز، أي القدر اليسير منه أو فتة منه، وهي فصيحة، ونقول: عروة الكندورة، أي موضع إدخال الزر، وفي الثوب العربي معقمة ومغرمة، وكلها فصيح، ونقول: شاط الأكل أو القدر، وشاط السمن، بمعنى احترق أسفله، وشاط الرجل من الغضب، وهي فصيحة، وشاطه بالعصا شوطتين، ضربه حتى أحرقته لسعة العصا، والشواط رائحة حريق الأكل.