لسنا بصدد تفنن غالبية المدارس الخاصة  في رفع رسومها وأقساط المواصلات المدرسية، فهي تتخذ من ثغرات وتعاميم  الجهات المعنية  منافذ لتضع أولياء الأمور أمام الأمر الواقع بزيادة هنا أو هناك أو ابتكار رسم جديد لزيادة عائداتها، إنما نطرح معاناة ناجمة عن طريقة إدارة القطاع من جانبها أو«الشركاء الاستراتيجيين» كما يطلق عليهم.
 وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي، والتي تتولى الإشراف على أكثر من 218 مدرسة ومؤسسة تعليمية خاصة في الإمارة  فإن الشكاوى من النقل المدرسي تتواصل من هذا القطاع سواء للتعليم العام أو الخاص.
 وكانت الهيئة قد أصدرت بطاقة الرسوم المدرسية في المدارس الخاصة والتي تتيح لأولياء الأمور الاطلاع على التفاصيل الكاملة لرسوم أبنائهم في جميع المدارس الخاصة بالإمارة للعام الدراسي «بحيث تتضمن جميع الرسوم المدرسية الإلزامية المعتمدة مسبقاً من الهيئة، بالإضافة إلى الرسوم الاختيارية كرسوم المواصلات والأنشطة اللاصفية، والرحلات المدرسية، ورسوم الكتب، وأتاحت جميع بنودها لأولياء الأمور في كل مدرسة». وذلك عبر موقعها الإلكتروني. 
جهد كبير من جانب الهيئة لضمان استقرار البيئة التعليمية وتعزيز جاذبيتها  بينما تحاول العديد من المدارس الخاصة الالتفاف عليه بطرح رسوم إضافية أو زيادات غير مبررة ترهق كواهل أولياء الأمور الذين يجدون أمامهم خيارات محدودة.
 ونحن نقترب من اختتام العام الدراسي الحالي 2022- 2023  نتمنى أن تولي الهيئات المعنية بالميدان -وفي مقدمتها  وزارة التربية والتعليم ومؤسسة الإمارات للتعليم «تعليم» ودائرة التعليم والمعرفة  في أبوظبي وهيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي وغيرها من الجهات- عناية خاصة بما يتعلق بمسائل النقل المدرسي والأقساط المبالغ فيها، وكذلك إعادة النظر  في قرار إلزام سائقي الحافلات المدرسية الانتهاء من توصيل الطلاب خلال ساعة والعودة لتوصيل الطالبات خلال ساعة أيضاً مما يضطر معه التلاميذ وبالذات الصغار لانتظار الحافلات في وقت مبكر جداً  وأحياناً قبل ساعتين من بدء الدوام المدرسي، وهو قرار وضع السائقين تحت ضغط غير مسبوق للالتزام بالقرار الذي لم يراع جوانب عدة بالإضافة لما ذكرنا، خاصة الغرامات المفروضة عليهم بينما أساس القرار مادي بحت لتوفير نفقات المؤسسة المتعاقد معها. كما ندعو لدراسة مسائل النقل المدرسي بما يخفف كذلك من  الاختناقات المرورية التي تشهدها شوارعنا خلال ساعات الذروة للحاق بالدوام المدرسي والأعمال في الدوائر والمؤسسات المختلفة على حد سواء.