اليوم ونحن ندخل لجة القرن الحادي والعشرين، نشعر بأننا كمن يدخل المحيط، نشعر وكأن الحياة في بداية سنواتها، وفي أول الخلق، لأن في الإمارات  في كل يوم بداية لمشروع، وفي كل صباح ميلاداً لفكرة، تشغل بال القيادة، وتحرك كوامن وجدان الإنسان.
في الإمارات حركة الحياة لا تتوقف، ودورة الأفكار مثل رحى القمح بين يدي سارد الدقيق بين حجرين.
اليوم الأيام تفصح عن أخبارها، والعقول ترتل آيات الإبداع في كل ميدان، وكل حقل، وكل منصة.
قطار الاتحاد، همزة الوصل  في التضاريس والتفاصيل على أرض الإمارات، لأن العقل الإماراتي تجاوز نفسه، ووثب إلى حيث تكون النجوم، وحيث تستوفي الغيمة شروط نثها وبثها.
هذه هي سيرة بلد لا يقف عند التمني، ولا تتوقف خطواته عند المحطة الأولى، ولا تستقر نظراته عند نجمة واحدة، بل إن المحطات كلها هي مناطق توقفه،  كما أن النجوم هي مصابيحه،  وهي قناديل رؤاه، ومحتواه. قطار الاتحاد، هو الطريق الممهد بمشاعر عشاق لهم في الحياة  قصيدة ملحمية، أساسها الوصول، ولا مكان للتوقف، لا مكان للصمت، بل إن البوح هو سر الوصول، هو أداة التواصل مع الذات، ثم مع العالم،  والإنسان الإماراتي علمته التجارب كيف يصل بأقل الخسائر، وكيف يتواصل بأعظم الوسائل شفافية وأجملها وأكملها.
هذه هي سيرة بلد، عرف كيف يكون للحلم بريق طالما نامت الرؤوس على وسائد من غير تشققات في قماشة الليل، وهذه هي سيرة وطن، قيادته تستشعر حاجة الناس من خلال القرب من أسئلتهم، من خلال علامات الاستفهام التي تمثل الحبل السري لأجنة الإبداع والعمل الوطني في مختلف الميادين.
لقطار الاتحاد الأثر العظيم في ربط حبات المسبحة على أرض الخير، ونعيم التواصل بين المفاصل والفواصل، وكل ما يتمناه الإنسان من ربط وضبط لعناقيد الأحلام المستقبلية.
لقطار الاتحاد، الوجد والوجود،  وتجدد الطموحات واسعة الحدقات، سليلة التاريخ العريق لبلد أسس حلمه من جواهر التطلعات نحو غد يشرق ببذخ العطاء، ورخاء البذل، وثراء الجهد، وغنى المعطيات.
قطار الاتحاد هو النهر الذي يحمل في موجاته الوعد والعهد،  والسد والسؤدد، لوطن قيادته تسهر على تطور الوطن، وسلام المواطن، ووئام المشاعر،  وانسجام المعطى مع القدرات،  والإمكانات التي تتمتع بها دولة الإمارات العربية المتحدة.
اليوم نحن في هذا الزمن، تبدو الإمارات في الريادة، فرادة الجملة التجارية، واستثنائية الوجود بين العالمين، الإمارات اليوم هي نقطة الضوء في قماشة الأسود على جدار الزمن، وهي السرد البديع في حكاية السفر الطويل بين بقاع العالم، وهي الجذل والعدل من دون جدل،  وهي الصوت والصيت، هي البوح الجميل في قيثارة موسيقى التناغم مع الآخر، الإمارات هي النغمة المجللة بأحلى الترانيم، وهي تعانق الفضاء، كما هي تسير على الأرض بخطى واثقة،  ثابتة، راسخة، مطمئنة آمنة،  بحول الله عز وجل، وجهد القيادة الرشيدة، وتوافق الإنسان مع هذه الخطوات الرزينة الأمينة على المنجز.