شهدنا صورة من صور المواطنة الإيجابية التي يفترض تحلي كل فرد بها انطلاقاً من حرصه على تعزيز وتوطيد أمن واستقرار وسلامة المجتمع بتعاونه التام مع الأجهزة المختصة، ونحن نتابع إعلان النيابة العامة مباشرتها التحقيق مع متهمين آسيويين بتهمة زراعة نباتات مخدرة بقصد الاتجار.
وفي معرض توضيحها عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «إنستغرام»، قالت النيابة العامة إن الواقعة بدأت بورود بلاغ من مسؤول إحدى البنايات السكنية، يفيد بأنه عند قيامه بأعمال صيانة أجهزة التكييف في البناية شاهد مجموعة من النباتات تشبه الأنواع المخدرة، فأبلغ الشرطة. وأضاف «لدى انتقال الشرطة إلى الشقة محل البلاغ بعد تقنين الإجراءات، تم ضبط مشتل عبارة عن خيمة مجهزة بالكامل للحفاظ على النباتات تحتوي 6 نبتات يشتبه بأن تكون نباتات مخدرة، وتم ضبط مواد وأدوات تستخدم لتعاطي المواد المخدرة والمؤثرات العقلية، وتبين من التحقيقات التي أجرتها أن المتهمين قد أعدَّا الشقة لزراعة النباتات المخدرة بقصد الاتجار، مؤكدةً أنه جارٍ استكمال التحقيقات».
وذكرّت النيابة العامة «أن زراعة النباتات المخدرة جريمة يعاقب عليها القانون طبقاً للمرسوم بقانون اتحادي رقم 30 لسنة 2021 في شأن مكافحة المواد المخدرة والمؤثرات العقلية، مشيرةً إلى أن عقوبتها في حالة الاتجار تصل إلى الإعدام».
ولقي تذكير النيابة العامة استحسان وتفاعل الجميع، خاصة الإشارة لعقوبة الإعدام بحق من تثبت إدانته بجريمة الاتجار بالمخدرات، وهي مطبقة في العديد من دول العالم بحق الذين يستهدفون أهم فئات المجتمع بتدمير شبابه وتقويض أمنه واستقراره، وتعطيل طاقات أفراد في قمة القدرة على العطاء، وجعلهم أسرى تلك السموم التي تكتب لهم نهايات مأساوية.
ويلاحظ المسافر إلى بعض دول جنوب شرق آسيا مثل تايلاند وماليزيا وبروناي حرص شركات الطيران على تذكير المسافرين قبيل أن تحط الطائرة عجلاتها على أرض المطار المقصود بأن هذه الدولة أو تلك تطبق عقوبة الإعدام بحق المهربين والمتاجرين بالمخدرات. 
الجهد الكبير الذي تبذله أجهزتنا الأمنية والشرطية وما تبديه العيون الساهرة فيها من يقظة عالية واحترافية كبيرة في التصدي لتجار السموم وكشفهم رغم الأساليب المتطورة والمبتكرة التي يتبعونها في كل مرة، والقبض عليهم وتقديمهم للعدالة، تتطلب دعم هذه الجهود بإنزال العقوبة القصوى التي أشارت إليها النيابة العامة وهي الإعدام جزاء ما ارتكبوا من جرم كبير بحق مجتمع آمن، مستقر ومزدهر.