هذا هو قانون الحياة، وهذه طبيعتها، وهذه جبلتها.
دول وإمبراطوريات توسعت واعتلت جبال العالم كي تصل إلى المجد، وتخترق قانون الطبيعة، واستعمرت وسلبت ونهبت، ولكن بعد كل ذلك عادت بخفي حنين، وبيدين خاليتين، ومثلما أصاب عاد وثمود أصابها.
لماذا؟ لأنها عاكست قانون الحياة، وأرادت أن تبسط يديها على الجهات الأربع، بالقوة الصارمة، ليس بالقوة الناعمة.
في التاريخ تدور تدور رحى قصة مهمة، وهي للإسكندر الأكبر، فهذا الرجل الاثيني ملك الدنيا وما عليها، واستطاع أن يصل إلى أقصى الشرق، ولكنه عندما حان وقت احتضاره، طلب من مرافقيه بأن يتركوا يديه خارج الكفن، فاستغرب هؤلاء، وتساءلوا لماذا،؟ وما السبب؟ فقال بكل عفوية لأنني جئت فارغاً، وسأذهب فارغاً، وهكذا هي الحياة.
فعندما يكون الإنسان متصالحاً مع نفسه، ويعرف أن العالم واحد، وخير وسيلة للحفاظ على وحدته، ترسيخ الصداقات مع الجميع من دون استثناء، عدا أعداء الإنسان، الذين لا يحبون النور، كما لا يحبون الآخر، بل هم خنافس لا تحب إلا العيش في المزابل.
هذه خصال كل إنسان يذهب للحياة بعكس اتجاه بوصلة التاريخ، وهذه أخلاق الذين يعيشون على مبدأ «أنا ومن بعدي الطوفان»، هؤلاء لا يخلدون سوى فكرة النهاية الحتمية لكل الخداع البصرية التي يعيشها بعض الناس، ويعتقدون أنهم بهذه الكذبة، يستطيعون الإمساك بزمام الوجود، وتخليد أسمائهم في التاريخ، لا شك أن أسماءهم ستخلد، ولكن تخليداً يعبر عن انهيار الأسماء كما تنهار الجدران عندما يكون أساسها ضعيفاً.
العلاقات مع الأفراد، كما هي العلاقات بين الدول، لا تستقيم إلا بإقامة القواسم المشتركة، والأحلام الوردية، والتطلعات التي تشبه النجوم، والطموحات التي تشبه الغيمة.
الإمارات حققت كل هذا التسامي، والرفعة، لأن الله حباها بقيادة، تعي جيداً أن الحياة ليست إلا طريقاً لعبور، ومن يتوقف عند فكرة تختزل الحياة وتحولها إلى أرض وعره، فلن يستطيع الوصول إلى النهر، لن يستطيع تحقيق آماله بل سيبقى في مؤخرة الصفوف الذاهبة إلى الحياة.
الإمارات بفضل قيادتها الرشيدة، تمكنت من ترويض العقبات، وتحييد الصخور الكأداء، وتنقية أجواء الغرفة الإنسانية من عوادم الحروب والمعارك العبثية، والذهاب إلى العالم بطائرات الغوث، والتضامن، وليس بطائرات القنابل، وهذا هو الفارق بين عبقرية السلام، وعبثية الصدام.
منذ تأسيس الدولة الاتحادية، والإمارات اختارت طريق المحبة، والسلام، والوئام، للوصول للعالم، وامتلاك قلبه بالحب.
هذه هي نظرية الحب التي تبنتها الإمارات، وسارت على نهجها، لأنها الطريقة الوحيدة التي تمنع عن الناس، الضيم والضنك، وتبني جسور الخير، وفضيلة التحضر.