تتبدل الأمكنة، وتتغير الاهتمامات والأمزجة، لكل زمن ازدهار في ناحية وهبوط، أو صعود قد يتجاوز محيطه، ويصل إلى مسافات بعيدة ودرجات عالية. قد تخرج أمكنة تسحب الاهتمامات، ويكون السعي إليها عن حب أو حاجة إلى الاقتراب أكثر، والمعرفة والاستفادة أكثر، تضيء تلك الأمكنة بتميزها عن سواها، وقد تشد لها الرحال من مناطق بعيدة، يأتي المحبون أو الباحثون عن جديد الأمكنة واستثمار أو استغلال ما تتميز به عن غيرها. 
كانت عين خت واحدة من العيون الساخنة الجميلة في زمنها القديم، تقع في منطقة تحيط بها أشجار الغاف الكثيفة، والتي تزين منطقة الخران والحمرانية، في وقت لم يوجد ما يشابهها من بيئة في الإمارات، بل هذه المنطقة كانت من أجمل مناطق رأس الخيمة، قبل أن تتطور في زمنها الحديث وتصبح السواحل والشواطئ والجبال هي الأروع. عين خت كانت حكاية الناس القدامى ومقصدهم عندما ينشدون الهدوء والراحة والترويج عن النفس، حتى في الفصول الحارة، تلك العين الساخنة تشد الراحلين إليها، سواء لقصد المياه الساخنة للاستشفاء أو التمتع بالمناطق القريبة منها ذات الطبيعة الجميلة من الأشجار والمناطق الزراعية، إلى التلال الرملية الذهبية الجميلة.
 في الشتاء تزدان وتحضر هذه العين بقوة وتنال الاهتمام الكبير من الناس والزوار، كان حضورها جميلاً وواضحاً، ولكن التطور الكبير أزاحها بعيداً، حيث ظهرت مناطق وأماكن أجمل وأكثر أهمية وأروع بعد العناية بها وتطويرها من جبل جيس إلى الشواطئ البديعة والعمران المتماشي مع الزمن الجديد على امتداد الخليج العربي. كل عام تصعد منطقة سياحية جديدة لتنافس غيرها، وتقدم أروع الصور وأجمل الأمكنة والبرامج الجديدة، وكما كنا نعرف هذه العين من قديم الزمن، فقد خرجت أماكن كان لها صيت ومازال، ولكن جاء الجديد في صالح الناس والبلد. بعد عين خت جاء جبل حفيت بمنطقة العين وقدم صورة جميلة عن تلك المنطقة الجبلية والتي كانت صعبة وصخرية، ولكن بفضل الأفكار والاهتمام الجميل تحولت إلى منطقة جميلة، تحيط بها الأشجار والمناطق الخضراء، وأصبح جبل حفيت شيئاً آخر غير الذي عرفه الناس قديماً. ثم ظهرت مناطق جميلة جديدة، بدءاً من حتا إلى المنطقة الشرقية وخور فكان، والتي تزهو الآن بالمناطق والأماكن الرائعة. هي حديث الناس من محبي الطبيعة وارتياد الجبال، لقد صنعت حياة جديدة وأماكن بديعة، لم تكن كذلك قبل أن تأتي الأفكار الجميلة وتمتد إليها يد التطوير والعمل الجاد المؤمن بأن الأماكن تكبر وتزدهر وتزداد وتعمر بالأفكار المبدعة. تظل عين خت من قديم الأمكنة الجميلة، تحتاج إلى التطوير والعناية وتحويلها إلى شيء زاهٍ وبديع، واستغلال العين الساخنة بها لتتحول على الأقل إلى محطة شتوية بديعة وجاذبة للناس والزوار والسياحة، بالتأكيد ليس ذلك غائباً عن دائرة السياحة، ولكن التعجيل بالتطوير مهم.