لا شيء يضاهي فرحتنا بعودة البطل سلطان النيادي إلى أرض الوطن، متوِّجاً طموحات وخططاً وجهوداً تراكمية، بدأتها بلادنا عملياً منذ سبعينات القرن الماضي، لتتوالى بعد ذلك الاستراتيجيات والخطط، مدفوعة بعزم إماراتي أكيد على صناعة الفارق على الأرض، وفي الفضاء.
كان لافتاً الاستقبال الحافل والمشرف الذي قوبل به النيادي لدى وصوله البلاد، وعلى أعلى مستوى، حيث القيادة الرشيدة التي سارعت لتكون في مقدمة المستقبلين، لتوجِّه رسالة للجميع، عنوانها: الفخر بالإرادة الإماراتية.
180 يوماً قضاها النيادي في الفضاء، حاملاً معه مستقبلاً جديداً لشباب الإمارات، وإلهاماً متجدداً لأبناء أمّتنا، بأننا قادرون على تحويل أحلامنا إلى واقع، وقادرون على إحياء النهضة الحضارية في عالمنا العربي.
ونرى أن عودة النيادي ما هي إلا بداية لمرحلة جديدة ستشهد كتابة قصص تفوق إماراتية أخرى في مجال استكشاف الفضاء، والمساهمة البناءة مع شعوب العالم لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة، خاصة أننا قد رسخنا مكانتنا عضواً أساسياً في هذه الصناعة، وفي وقت قياسي.
فاليوم، نمتلك الأقمار الاصطناعية، ولدينا المراكز البحثية لعلوم الفضاء، إضافة إلى البرامج الجامعية والشهادات الخاصة في العلوم الفضائية، القادرة على تخريج المزيد من النخب والكوادر المؤهلة، كما أن لدينا صندوق الفضاء الوطني، والبرنامج الوطني للأقمار الاصطناعية الرّادارية، ومهمة الإمارات لاستكشاف الزهرة وحزام الكويكبات 2028، ووضعنا سياسة واستراتيجية وطنية للقطاع، بينما يضيق المجال عن سرد المزيد، ما يجعلنا نرفع سقف طموحاتنا، ونُرسِّخ وضعاً دولياً جديداً لبلادنا.
قلناها سابقاً، ونكررها اليوم: إن بلادنا تمتلك المشروع الأكثر جاهزية للمستقبل، بفضل رؤى قيادتنا الرشيدة، وطاقاتنا البشرية الوطنية المحترفة التي تعتمد على العلوم والتكنولوجيا المتقدمة والإبداع والابتكار.. وإلى إنجاز فضائي جديد.