القاعدة تقول إن الفرق والمنتخبات الكبيرة صاحبة البطولات والنجوم والخبرات هي المرشحة للفوز، هي «الحيتان التي تلتهم الأسماك»، وهذا يسري على كل تصفيات كأس العالم الجارية في الكوكب حالياً خلال فترة التوقف الدولي، ومع ذلك لم يعد فارق التصنيف أو التاريخ بين منتخب ومنتخب آخر يمثل قراءة مسبقة لنتيجة مباراة، وأقرب مثال في أفريقيا حالة نيجيريا التي يضم منتخبها نخبة نجوم، بينما تعادل في مباراتين أمام ليسوتو وزيمبابوي.
كل مباراة هي حالة مختلفة، وكذلك ستكون مباراة منتخب الإمارات أمام البحرين، فهي مفتاح صدارة «الأبيض» للمجموعة، لأن «الأحمر» هو المنافس الحقيقي على تلك الصدارة، ولا توجد حاجة لشرح الفارق بين منتخبي نيبال والبحرين، والواقع أن هناك فروقاً في معايير قوة فرق كرة القدم، وأصنفها هنا إلى ثلاثة أنواع: النوع الأول لا يملك خبرات ومهارات تكتيكية وجماعية وفردية مثل نيبال وجيبوتي، والنوع الثاني يملك بعض المهارات وليس كل المهارات مثل موزمبيق وسيراليون وغيرهما، وهي مهارات السرعة والقوة، لكنها من دون تكتيك حصيف وجماعي، أما النوع الثالث فهو فرق النخبة عالمياً وتمتلك كل المهارات وهم ندرة، فيضم الفريق مواهب فردية، وتكتيكاً جماعياً، وأسلوب لعب متفرداً يقوده مدرب فريد ذاته، وهؤلاء مرشحون دائماً للفوز.
مدربا «الأبيض» و«الفراعنة» بينتو وفيتوريا أمامهما خطة عمل منهجية وضرورية في الفترة القادمة، عقب الجولة الثانية من تصفيات «المونديال»، وتبدأ بتثبيت التشكيل لأن كل فريق له هيكله الأساسي الذي لا يقل عن 8 أو 9 لاعبين، ثم التركيز على معدل الأعمار في الفريق، ومنتخب مصر، على سبيل المثال، كان متوسط العمر في مباراة سيراليون 29.8 عام، بينما المنافس كان 25 عاماً تقريباً.
وفي حالة التأهل لكأس العالم بعد عامين لا يمكن أن يخوض الفريق مبارياته القوية والصعبة بمتوسط أعمار يبلغ 31 عاماً، إلا أن الصورة التي ظهر بها منتخب مصر في مباراته الثانية بالتصفيات لم تكن جيدة بسبب درجة الحرارة المرتفعة في مونوروفيا «31 درجة»، والرطوبة 90%، ولأن ستة لاعبين في الدفاع والوسط لم يكونوا في أفضل حالاتهم، ولولا مهارات ثلاثي المقدمة، وهم صلاح وترزيجيه ومصطفى محمد، وقبلهم براعة حارس المرمى محمد الشناوي، لتغيرت النتيجة تماماً، وحين يفقد فريق دفاعه ووسطه فإنه يصبح بلا فريق قطعاً!
ماذا بعد الجولة الثانية من التصفيات، سواء في آسيا أو أفريقيا؟ كيف يكون الاستعداد للمراحل الصعبة التالية؟ كيف تكون القاعدة هي أن الأداء الجيد يجلب الفوز الجيد وأنه ليس صحيحاً أبداً أن النقاط أهم من الأداء؟
** تكون النقاط أهم من الأداء في حالات خاصة، وفي مباريات خاصة وفي ظروف خاصة، إلا أن ترسيخ قاعدة النقاط أهم من الأداء في كل المباريات أو معظمها، فإن ذلك يكون حجة البليد!