كنت أصادف بين «الفرجان» والأحياء السكنية بعض عمال توصيل الطلبات من البقالات القريبة ممن يستخدمون دراجات كهربائية خفيفة، وألحظ تعمدهم إطفاء أنوارها ليلاً خلال تنقلاتهم، من أجل توفير طاقة البطارية -كما يبررون مسلكهم- وهم يفاجئونك بانطلاقتهم من حولك دون أي اعتبار لسلامتهم أو سلامة الآخرين. وأصبح السير في مثل تلك المناطق يتطلب حذراً وانتباهاً شديدين.
قد تعذرهم لتدني مستوى الوعي لديهم والبيئات التي ينحدرون منها، حيث إن قضايا الأمن والسلامة آخر ما يهتمون به ويحرصون عليه. 
ما دفعني لطرح الموضوع أن العدوى انتقلت لبعض سائقي السيارات الخاصة، وبعضهم من شبابنا الذين يقومون بذات الممارسة على طرقنا الخارجية والداخلية في الضواحي، في البداية كنت أعتقد أنها خلل في مصابيح المركبة، وأنها حالات محدودة أصادفها وهي تمر بقربي مسرعة كالشبح، ولولا لطف الله لكانت هناك حوادث جراء هذه الممارسة الخطرة والهواية الغريبة عند بعضهم، بعدما سمعت أحد الإخوة المواطنين من سكان الضواحي يشكو من تزايد الممارسة في مناطقهم، خلال اتصال له بالبرنامج الجماهيري استديو1 من إذاعة أبوظبي، مطالباً الشرطة بتشديد الضبط والعقوبات، وتفعيل كاميرات الرصد، للحد من تلك الممارسة التي تنم عن استهتار واضح بالقوانين واللوائح، وما تدعو إليه من أجل سلامة الجميع.
شرطة أبوظبي، وغيرها من الإدارات الشرطية في مختلف مدن وإمارات الدولة تنظم حملات توعية مستمرة، وعلى مدار العام من أجل سلامتنا وسلامة غيرنا من مستخدمي الطريق، ومع هذا نجد إصرار بعضهم على الخروج عن كل ما هو مألوف فقط للفت الأنظار.
في أحدث مناشداتها للسائقين دعت شرطة أبوظبي إلى صيانة الأنوار الأمامية للسيارة لتحسين الرؤية عند القيادة، وذلك ضمن دعواتها، أمس الأول، للالتزام بالقيادة الآمنة، وعدم الانشغال بغير الطريق، أثناء هطول الأمطار والتقلبات الجوية التي تشهدها البلاد.
وحثت على الالتزام بالسرعات المحددة أثناء تفعيل منظومة خفض السرعات على الطرق، والحفاظ على مسافة أمان مناسبة مع المركبات الأخرى، وعدم الضغط على الفرامل بشكل مفاجئ، والتباطؤ بشكل كبير عند الانعطاف لمنع انزلاق السيارة، والانسحاب إلى جانب الطريق في حال الشعور بانعدام الرؤية أثناء القيادة. التشديد على مسألة وضوح الرؤية أثناء القيادة يأتي في صلب أولويات السلامة المرورية من أجل الجميع، ولكن للأسف لا يزال بيننا من لا يكترثون أو يتوقفون أمام دلالات الأمر الذي تستنفر أجهزة الشرطة لأجله، لأنها تنطلق من وطن يولي الإنسان أعظم اهتمام وأكبر تقدير.
نتمنى تحركاً يعيد للأشباح من هواة القيادة على ضوء الكوكب الساري رشدهم. وسلامتكم.