- واحد من الربع الأولين حاط دوبه ودوب الإنجليز، تقول «مفنيشه» من «الكمب»، وإلا واحد متسلط عليه من «أدما» العاملة، تجده يجمع الآخرين في معضلته، فإن لقاك مصادفة، عرّج على الموضوع الإنجليزي، قائلاً وفي ثناياه تهديد: أسمع ما أحد مسوي كبرة بخت للإنجليز إلا مثلك وشرواك، ترا الإنجليز بس لأنهم طوال ويلبسون صديري ويحملون مظلة مطر سوداء، وفيهم لمعة الحُمرة، ويرطنون بتعالٍ واضح، يريدون أن يضحكون علينا، وإلا لو الواحد منهم يجبّ ركبة، ونتواجه، وجه لوجه، والله ما غلبنا!
- لا تدخل مع أحمق في أي معركة صغيرة والا كبيرة، تراك الخاسر على الدوام، ففي المعارك الكبيرة، يتعذر ويتحجج بعدم المساواة، وفي المعارك الصغيرة، يتهرب بالبكاء لعدم ملاءمة المكان والزمان!
- شوفو الكذب العربي لما يتلون بالإنجليزي، وخاصة الذين يريدون أن يروجوا لبضاعة بائرة، ويتستر باللغة العوجا: «هيدا الباكيج كتير مرتب واليجنتس، شو ما بدي أوصف ياي شو بيعقد وبيجنن»!
- أستغرب من قماط الفنادق الخمس نجوم، والله يوم تبرد وتريد تجر اللحاف، إن تركته نمت بالبرد، وإن سحبته طيرّ النوم من عيونك، ما في طريقة تخلينا «فايف ستار» من دون تعب!
- الحين كل واحد طنف له خمطة رمث، وحط عداله منحاز، وقال أنا خبير أعشاب، وطب شعبي، والناس يصدقونه إذا استهلّ حديثه بالبسملة والحوقلة والهلهلة، لقد كثر الأدعياء، وتوارى الصرحاء.
- عندي سؤال غير رياضي، ليش ما نشوف حكم كرة القدم يشرب ماء مثل بعض اللاعبين في الملعب؟ رغم أنه يركض أكثر عنهم.
- وما خفي كان أعظم، هذه العبارة، ما يقولها إلا واحد لما يعجز أن يأتي ببراهين وأدلة وسلاطين أو يكون ضاق نفسه، ولا أصبح لديه بأرض أو خاطر، المهم القصد دائماً من تلك العبارة هو لملمة الموضوع أو أن الموضوع انتهى، ولكنه لكي يزيد من التشويق، وجعل الآخرين يفكرون ويتفكرون، وقد يعيهم التعب، ولا يجدوا شيئاً فيما أخفي، لذا يلجأ البعض لتلك الجملة من باب رمي الكرة في ملعب الآخرين!
- ما يوترك إلا بعض الأشخاص تلقى شاشة تيلفونه مشخطة، وفيها شق يقسمها، ومثلمة في أطرافها، لا تقدر تشوف صورة واضحة، ولا تروم تقرأ رسالة كاملة، وتلقاه هو ولا سائل، وغير حافل بشيء، وأنت الوحيد المتوتر، والخائف على أصابعه غير الماهرة أن تنجرح فجأة، وعلى نظره الذي يظل يقارب ويباعد عن شاشته المتهالكة منذ زمن ليس بالقصير.