- من تسمع واحداً من «HR» يقول لطالب وظيفة: والله ليس لدينا شواغر في الوقت الحالي، لكن أرجو أن تكون على تواصل مع موقعنا الإلكتروني، فأدرك أنها طردة من دون رجعة، وأعلم أن الشواغر المتوفرة لديهم الآن محجوزة لابن عم أو لأخ الزوجة الذي سيتخرج هذا العام إن سارت الأمور بما تشتهي السفن، وأن الموقع الإلكتروني الذي ينصحك بالتواصل معه، تراه مثل «كدّافة البلدية»!
- بعض المصطلحات التي نستوردها نفرغها من عافيتها، وننحو بها في اتجاه غير الذي ولدت من أجله، مثل؛ مصطلح «صانع محتوى» الذي له شروطه والتزاماته وله قواعده المهنية، صاحبنا المدعي أنه صانع محتوى، نجده أقرب لصانع حلوى، والفتاة التي تمتحن إرادتنا، محتواها لا يؤهلها لكي تخضّ شكوة لبن، وإلا ما هو المحتوى الذي تحتويه تلك الفتاة التي تدخل من مطعم لمطعم، وتتذوق وتقول: «ياميّ.. ياميّ.. وآوو.. ولا غلطة»! وإلا ذلك الدلال الذي يصيح منادياً: «الحق ما تلحق» على بضائع شبه راكدة وبائرة أو يفاجئنا في منتصف الطريق صائحاً: يا إخوان اليوم يايب لكم منتجاً ما تقدرون تقولون عنه شيئاً، كرتون البيض بـ11 درهماً، وكل ثلاث «كراتين» عليها كرتون، و«صقِيّو»! شو تبون بعد؟
- من تسمع واحداً يقول لك: «اباك في سالفة أو في كلمة رأس» أعرف أنه ما في إلا موضوع واحد كلكم تعرفونه، لا تقلق، ولا تتم تحاسب أو تضرب أخماساً في أسداس أو تبقى متحفزاً على «ماميش»، ترا السالفة وكلمة الرأس، هما تحسين لغوي المراد منه، أنه يريدك في حاجة.
- لا أدري لِمَ المنافسة عندنا نحن العرب تغلفها العاطفة الجيّاشة، والتشجيع لها مبني على العاطفة كاملة الدسم؟ لا تختلف تلك العاطفة المتدفقة سواء في لعب الورق أو دور «كيرم» أو بطولة دولية، خليكم مثل الشعوب الإسكندنافية منزوعة الدسم العاطفي، واستمتعوا بساعات اللعب، نحن نمضي ساعات طوال في التحليل والنقد والتبرير والتمني بأثر رجعي في الاستوديوهات الرياضية لأيام من انتهاء المباراة التي كان زمنها ساعة ونصف.
- من تسمع واحداً من الموارد البشرية يقول لك: يا أخي والله بودي أن أساعدك، لكن الإدارة ما وافقت، أعرف أنه يريد أن يضيع الدم بين القبائل، وأن لا إدارة، ولا مجلس إدارة، وأن كل النحاسة منه أبو رأس كبر القدر!
- من تسمع موظفاً يقول لك: والله يا أخي القوانين واللوائح لا تسمح بأي تجاوزات في هذا الصدد، فتيقن أن اللوائح تسمح.. وتسمح، وإن ما سمحت مسحوها، وما يقوله ذاك الموظف هو درء للشبهات، وذر الرماد في العيون!