نتقصى سطوراً في القمة واللغة الولهى تتدحرج عن سفح وقمة نرى في أعيننا ونقرأ ما تجيش به حفيظة الإمارات من وعي وسعي وما يحدث على أرض الواقع من تحريض رائع للعقل، حيث الإمارات أصبحت المحيط تمر من خلاله طموحات العالم وتطلعاته إلى غدٍ مشرق مضاء بمصابيح الحب، حب الحياة والعيش بسلام يعم العالم ويملأ جعبة الأيام، على سبورة الوعي كتبت عبارة «لنعيش من أجل الحياة» زاهية متألقة وفي رونق الحقول المعشوشبة بالوفاء لأمنا الأرض.
في القمة العالمية، يحضر العالم بأجندة واحدة لا سواها، وهي أننا يجب أن نحفظ الود، ونكمل السد بعلاقات بين الشعوب مزدهرة بالود والتسامح والتضامن والانسجام والالتئام ولا مجال لغير ذلك، فالعالم قيد أنملة من الوصول إلى ذاك المجد ذاك المدى ذاك الأفق الوسيع، العالم يأتي إلى الإمارات محملاً برسالة واحدة لا غير، وهي أن هذا البلد هذه الإمارات منطقة النموذج والمثال وعلى كل من يريد العيش في بحبوحة الحياة ورغدها وسماحتها، عليه أن يفتح الراحتين والعينين والأذنين لما يسديه الوعي بأن طريق السعادة مضمون إذا ما تخلت الشعوب عن الأنانية وتجاوزت حدود الأنا واعترفت بوعي أننا أبناء الأرض وعلينا تقع مسؤولية الحفاظ على المكتسبات الحضارية التي تركها الأسلاف علينا واجب حماية هذا الأرض والاعتناء به ورعايته بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
اليوم تهتز الأرض وتترك أركانها وتميد جبالها وتمور صخورها وتسجر بحارها بفعل العبث البشري وما تجلبه الحروب الشنيعة من دمار وخراب لكل ما ينبت على الأرض وكل ما يغور في باطنها يعاني البشر ما يعانونه من ويلات وخيبات وانكسارات وفقدان ولم تزل رحى التدمير تفعل فعلها وتمارس أقصى حالات الفجور فقط لأن الإنسان آمن بالقوة ومن دون الوعي بأهمية أن تحرك الضمير باتجاه القيم الأصيلة، وألا ندع الفرصة تفوتنا ونترك الجشع يتفشى في نفوسنا والنزق يحفر قبوره في أرواحنا والغضب يفجر ناسفاته في قلوبنا.
اليوم الإمارات تفتح دفتر التاريخ وتقلب صفحاته، لعل العالم ينتبه، لعله يحدق ملياً في هذا الدفتر، ليرى عن قرب مدى ما جلبته الضغائن من كبائر في حق الإنسان وما رسخته من آثام لا تمحوها سيول ولا هطول اليوم الإمارات تجمع العالم على كلمة سواء، وتقول بلطف ولغة أنعم من زغب القطا دعونا نتجاوز العقود المظلمة، وتبدأ من جديد نبدأ في قراءة التاريخ من أوسع أبوابه، ونقول بصوت واحد هيا نمضي للسلام الإنساني، هيا نكتب من جديد أول السطور لعالم تحفه المحبة بنسائم أشف من مقلة الغيمة وأرهف من شعاع النجمة وأنعم من الحرائر الحور.
اليوم تستقبل الإمارات حكومات العالم بسجادة الوعي بأهمية أن نكون معاً وأن نذهب إلى المستقبل على صهوة طموح لا تغيره رياح ولا تكدره جراح مستقبل العالم أجمع وحاضر شعوب من حقها أن تفرح من حقها أن تعيش بلا كسور وفجور الطامعين.