في الإمارات الإنسان محور التنمية، وهو جوهرها ومنبرها وسبرها وسيرتها، الأمر الذي جعل هذا البلد يسير عبر مضايق الحياة بسلاسة ويسر، ويخطب ود الحياة بود ومحبة ومن دون مشقة؛ لأن الحياة تعطيك إنْ أعطيتها، وتجف إن جففت قنواتها، وقد سعت الدولة منذ التأسيس إلى توسيع رقعة المصافحة ما بين الإنسان وبيئة العمل، وفتح نوافذ الطموحات بحيث تصبح جداول وأنهاراً، وقد استطاع الإنسان خلال فترة الخمسين سنة أن يشق طريقه إلى المجد، وأن يحقق الكثير من الأهداف التي رسمتها له القيادة، واليوم نرى بأم أعيننا مدى النجاح الذي يسكبه إنسان الإمارات وهو يخوض غمار العمل في مختلف المجالات والميادين، والذي عزز هذا النجاح هو ما قامت به الدولة من جهود مباركة في تيسير التخصصات الدراسية، وتوفير الدعم المادي والمعنوي بحيث تمضي سفن الطموحات من دون عقبات ولا عراقيل، ولهذا السبب نشعر بالفخر عندما نرى أبناء الإمارات اليوم يقطفون ثمار تلك الجهود، ويمسكون بزمام أهم الوظائف التخصصية وأعقدها، لأنهم تسلحوا بالعلم الوافر وتأزروا دروع المعرفة التي سهلت لهم الوصول إلى تلك المناصب الرائعة.
أبناء الإمارات اليوم موجودون في كل موقع وكل منصة وكل ميدان، وبفخر نقولها: ابن الإمارات استوعب المرحلة بذكاء ورونق ومهارة، واستطاع أن يتبوأ هذه المنازل العالية بحكمة القيادة التي طوعت له كل ما يمكن أن يسهل طريقه إلى المجد وكل ما يقوده إلى السحابات العالية، وكل ما يدفعه لأن يضحي ويبذل من دون كلل أو ملل.
نشاهد طبيبات وأطباء، ونرى مهندسات ومهندسين وعلماء في تخصصات علمية دقيقة، كل ذلك حدث خلال الخمسين سنة الماضية، وهذا في عمر الشعوب لا يقع في حسابات الدول، فالحضارات التي ترسخت منذ مئات السنين أو آلاف السنين استطاع ابن الإمارات أن يسافر عبر أزمانها في بضع سنين لماذا؟ لأن هناك رؤية قيادة، ولأن هناك أفكاراً تم القبض عليها بحنان، مما جعلها طيعة في التدوير، وخلق واقعاً حضارياً جديداً منطلقه يبدأ من الإمارات، وهذا سر النجاح، هذا أساس التفرد، هذا هو السبب الذي يجعل الإمارات اليوم تقف في المقدمة في مختلف الصعد، لأنها وضعت الإنسان في أولويات اهتمامات القيادة، وجعلت من الإنسان نبراس التقدم، وهو شعاع التطور، وهو خيط الأمل للوصول إلى منازل النجوم.