تحرص قيادتنا الرشيدة على توفير الموارد والممكنات لتعزيز أسس جودة الحياة لمجتمع الإمارات وتحصينه من أي مخاطر بمختلف أنواعها وتحدياتها، انطلاقاً من رؤيتها الثاقبة في بناء الإنسان الإماراتي، أساس وعماد نهضة الوطن وازدهاره. وبهذه النظرة السديدة والحكيمة، تمضي إمارات الخير والمحبة على دروب النجاح والتميز ومواصلة نهضتها الشاملة في ظل قائد المسيرة المباركة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.
وفي رحاب تلك الرؤى، جاء اجتماع مجلس جودة الحياة برئاسة الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، مؤخراً والذي جرى خلاله «اعتماد 38 مؤشراً لحماية مجتمع دولة الإمارات من المخاطر الرقمية والمحتوى الذي لا يتوافق مع العادات الموروثة والتقاليد الأصيلة؛ وذلك بهدف الحفاظ على القيم الإماراتية، وتطوير قدرات ومهارات الأجيال الناشئة في التعامل مع التحديات الرقمية».
وقد قال المسؤول الأول عن أمن البلاد عن ذلك الاعتماد إنه جاء «تجسيداً لتوجيهات حكومة دولة الإمارات حول بناء مجتمع رقمي آمن هادف وإيجابي».
مؤشرات تجسد في المقام الأول ما تتمتع به القيم الإماراتية الأصيلة من رعاية واهتمام من لدن قيادتنا الرشيدة، فهي قيم بناءة عظيمة الأثر والدور في تحصين الأجيال من الأفكار الدخيلة المقوضة لدعائم المجتمع وأمنه واستقراره. قيم نتعاون جميعاً في صونها ونشرها وترسيخها لأنها على تماس مباشر بهويتنا الوطنية وازدهار مجتمعنا والوطن بأكمله. وفي هذا الإطار، كانت هناك جملة من المبادرات المتصلة تتعلق بتنشئة الأبناء التنشئة الإماراتية السليمة، وضمان بناء شخصيتهم الواعية المدركة لطبيعة التحديات المحيطة بها في مختلف ظروف، ودورات بناء الدولة ومجتمع الإمارات الحديث، وبالتالي تحقيق وترسيخ متانة اللحمة الوطنية من دون انغلاق أو انعزال عن التواصل الحضاري مع الآخر.
وقد أسهمت تلك المبادرات الوطنية المتكاملة في تحصين مجتمع الإمارات من العديد من العواصف والأنواء التي عصفت بمجتمعات أخرى لم تولِ هذا الجانب الاهتمام الذي يستحقه، فرأينا الحالة التي وصلت إليها من تفكك وسرعة نفاذ القيم الغريبة إليها مما سبب خدشاً وشرخاً حرجاً في مكوناتها الاجتماعية.
كما جرى خلال ذلك الاجتماع، «استعراض مؤشرات جودة الحياة الرقمية بما يدعم تنافسية وريادة الإمارات في الحياة الرقمية بتطوير بيئة أكثر أماناً عبر (الإنترنت)، وتوعية جميع فئات المجتمع بأهمية تبنّي السلوكيات الإيجابية بما يرتقي بجودة الحياة الرقمية الشاملة».