تتبوؤ المجالس مكانة متميزة في الموروث والثقافة الإماراتية، باعتبارها مكاناً للألفة والتواصل وتبادل الرأي والمشورة بين أفراد المجتمع، ليس ذلك فحسب بل وفي بناء وصقل الشخصية الإماراتية، ولذلك اعتبر الآباء والأجداد «المجالس مدارس».
كما كانت مجالس شيوخنا الكرام والحكام ولا زالت مشرعة الأبواب للجميع، وتُبحث فيها مختلف شؤون وقضايا البلاد في صورة مبكرة للشورى قبل تبلور الصيغ الحديثة للمجالس الوطنية والبرلمانية.
وحرصت قيادتنا الرشيدة في ظل توجيهات قائد المسيرة المباركة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، على نشر وترسيخ ثقافة المجالس، حيث يمثل المجلس العامر لسموه أنموذجاً للعلاقة الراقية بين القيادة والمواطنين، ويشهد كذلك تنظيم محاضرات متنوعة في شتى القضايا على مدار العام إلى جانب «برزة» سموه، و«مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل»، بالإضافة إلى 50 مجلساً من مجالس الأحياء في إمارة أبوظبي، وفي تزايد مستمر تحت مظلة مكتب شؤون المجالس في ديوان الرئاسة.
نستحضر هذه المكانة الرفيعة للمجلس في ثقافتنا الإماراتية ونحن نتابع جهود رئاسة مؤتمر «كوب 28» بقيادة معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس المؤتمر وهي تعتمد نهج اجتماعات المجالس لتجعل من ذلك المؤتمر علامة فارقة، ومحطة مفصلية في تاريخ العمل المناخي متواصلة الزخم على الرغم من اختتامه منذ عدة أشهر بنجاح تاريخي باهر.
لقد استلهم معاليه رؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة في رسم خريطة طريق لإنجاح المؤتمر وتحديد الأطر المتكاملة ليس فقط للوصول إلى «اتفاق الإمارات» التاريخيّ الذي تمخض عنه المؤتمر، وإنما في متابعة تنفيذ قراراته وتوصياته وآلياته التنفيذية.
وها نحن نتابع ضمن تلك الرؤية «ترويكا رئاسات مؤتمر الأطراف» وهي تستضيف في ألمانيا أول اجتماع ضمن سلسلة «مجالس الطموح» لبحث سبل تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة، بحيث «لا يتخلف أحد عن الركب».
لقد نجحت الإمارات في نقل وتصدير تجربتها الناجحة والمتميزة في المفاوضات المناخية للعالم من خلال تجربة المجالس و«ترويكا رئاسات مؤتمر الأطراف» وهي تعاون ثلاثي بموجب «اتفاق الإمارات التاريخي» الذي تمخض عنه مؤتمر كوب 28 الذي استضافته الإمارات في «دانة الدنيا».
استلهام توجيهات قائد المسيرة المباركة «بوخالد» والعمل بتفان وإخلاص وحب وشغف سر معادلة النجاح الإماراتية، فهنيئا للإمارات ورئاسة «كوب 28» وفريق العمل نجاح «المجالس».