من خلف نخيل جوز الهند، تشرق الشمس مبتسمة بأمل جديد للمدينة التي تنام على محيط جبلي أخضر وشواطئ رملية ذهبية بديعة، يطرزها العديد من الجزر الصغيرة الخضراء، كل الوجوه باسمة وضاحكة ومنيرة كالقمر. لا يعرف الناس هنا غير السلام والابتسامة الدائمة والحب لجميع البشر، لا أحد يسأل عن خصوصيتك أو يبحث خلفك ومن أي أرض أو أي ريح أو طائر جاء بك. مدينة خلقت للحب والسلام، وتجسيد المحبة والأخوة الإنسانية، تستقبلك تحية عذبة وترحيب، وتودعك ابتسامة ورضا، عندما تغادر هذه المدينة، بالتأكيد لن تغادرك، وحتماً سوف تعود، إن لاحت لك فرصة أخرى. طفنا الكثير من المدن الجميلة، شرقاً وغرباً، ولكن وحدها مدينة (بوكيت) تظل وردة وزهرة المدن، هنا تتعلم أن الشرق هو الصفاء والضياء البديع، وأن الشمس الساطعة والمطر المنهمر دائماً، هو الذي يغسل ويزيل الهموم والكدر والحزن، وهو زارع الفرح والحبور والابتسامات الجميلة عند سكان هذا الشرق الجميل، على الرغم من الظروف المعيشية الفقيرة المتعبة، ولكن إنسان هذا الشرق، وحده واهب الحب للحياة، مشرق دائماً بالرضا والابتسامة الصافية. 
الشرق مدرسة لتعلم معنى الأخوة الإنسانية وحب الأرض والمكان الذي ترعرع فيه هذا الشرقي الودود. لا تذمر من الحياة أو الظروف الحياتية اليومية، بل كل يكدح بمقدار ما يملك من موهبة أو قوة عمل، حتى وإن كان العمل بسيطاً وضعيفاً، فقط أن تكسب قوت يومك هو الحلم وباعث على السعادة، الشعوب الشرقية جميلة، أكثر فهماً وإيماناً من حياة البعض الذي يملك كل شيء ولكن يغيب عنه الرضا والشكر، وذلك طمعاً في المزيد. 
هنا مساحة جميلة، لفهم الحياة والسعادة بما أعطاك الله من رزق، حتى وإن كان صغيراً، لدى الشرقي قناعة وحب وعشق للحياة المبهجة، حيث إن كل إشراقة شمس هي بداية ليوم جديد وسعيد وأمل كبير أن يكون الغد أجمل.. ينهض الجبل الأخضر والذي يستقبل هطول الأمطار ليل نهار، يبعث الجمال ويزين مدينة (بوكيت) كلما أشرقت شمس هذه الزهرة الجميلة، على مد النظر تصعد أشجار جوز الهند عالية شامخة وكأنها تعانق المطر. وتقدم لوحة بديعة لمدينة الحب والجمال، ثم تأتي الشواطئ والجزر الخضراء الجميلة لتكمل اللوحة لمدينة الحب والابتسامات العذبة الجميلة. منذ الصباح الباكر تنطلق الزوارق السريعة بمحبي البحر ونزهاته الجميلة، إلى الجزر العديدة والتي لا تبعد عن ساحل المدينة سوى أزمنة قصيرة، هناك تتجسد روعة ما خلق الله من طبيعة رائعة، جزر تتنافس في جمالها وطبيعتها الفريدة، ولعل جزيرة (جيمس بوند) هي الأجمل أو الفريدة بين تلك الجزر، رائعة تلك الصخرة الممتدة من البحر إلى أعلى، صخرة خضراء فريدة يحيط بها البحر من كل الجهات وتجاور الجزر المحيطة بها، وقد أخذت اسمها من أحد أفلام «جيمس بوند» الذي تم تصويره في هذه المدينة وجزرها.. إن طفت بهذه المدينة يوماً، فإن حتمية العودة مؤكدة، وكأنها مدينة السحرة.. بين أمواج الشاطئ وامتداد الرمال الذهبية آثار أقدام كثيرة وباقات أزهار وفراشات تصفق للمطر.