عن كثب، تابعت برنامج الزيارتين اللتين قام بهما صاحب السمو رئيس الدولة إلى كوريا والصّين مؤخراً، في محطّات تاريخية جديدة تحملُ جانباً من طموحاتنا التنموية وتعكس رؤيتنا لاقتصاد مستدام.
اتفاقيات ومذكرات تفاهم وشراكات شملت الصناعات والتكنولوجيا والاستخدامات السلمية للطاقة النووية، إضافة للسياحة والتعليم والصحة والإحصاء والثقافة والتنمية الخضراء والتسامح والتعايش، وإنشاء مجموعات عمل للاستثمار والتعاون الاقتصادي، وغيرها الكثير من الاتفاقيات التي تجسد نهج الإمارات في بناء شراكات تنموية فاعلة تحقق مصلحة الجميع في التقدم والازدهار.
ويدرك المتابع للشأن الإماراتي أن تلك الشراكات والاتفاقيات تأتي في سياق «برنامج الشراكات الشاملة» الذي يعد أحد العناصر الرئيسية لـ «مشاريع الخمسين» التي أُطلقت في سبتمبر 2021 ويشكّل عاملاً أساسياً في تحقيق طموحاتنا التنموية، وتوطيد العلاقات مع الشركاء الرئيسيين حول العالم، وتوليد فرص جديدة لمصدرينا ومستثمرينا ومبتكرينا.
رسائل عدّة، تبعث بها تلك الاتفاقيات، أهمها: أن الإمارات نجحت في إقامة علاقات قوية وفاعلة مع مختلف الأطراف والقوى الدولية، من منطلق أساسي هو: الإيمان بأن التواصل الإيجابي والبنّاء الطريق الأمثل لتحقيق الاستقرار والتنمية والازدهار لجميع الشعوب.
إضافة لذلك، تشير هذه الشراكات بوضوح إلى دور بلادنا الفاعل في تعزيز الاقتصاد العالمي، ونجاح نهجها في تعاونها مع الأسواق الاستراتيجية في جميع أنحاء العالم، وتعزيز تواجدها على خارطة الاقتصاد العالمي، مدفوعةً برؤية عميقة ومعاصرة، وخبرة كبيرة في التعاطي مع اقتصاد المعرفة، ورصيد وافر من المصداقية.
كما لا يخفى على متابع أن هذه الشراكات تعبر عن قناعة الإمارات الراسخة بأننا قادرون على الإنجاز لصالح شعوبنا، بما نملك من موارد، وبما نملكه من رؤى مستقبلية تمكّننا من استشراف المستقبل، ووضع الخطط الفاعلة للتعامل مع آفاقه وتحدياته وفرصه.
رسالة أخرى تشير إلى أن طموحاتنا التنموية لا حدود لها، وأن بلادنا تواصل، وبدأب، خططها التي جعلت المعرفة والابتكار والاستثمار في التعليم والموارد البشرية في قلب المستقبل، مع التركيز الاستراتيجي على إيجاد مجالات ومسارات استثمارية مع الاقتصادات العالمية، خاصة تلك الاقتصادات الأكثر حيوية في عالمنا المعاصر.
بالأمس، عقدنا شراكات اقتصادية شاملة في 4 قارات، واليوم، تنضم كوريا للقائمة، فيما تتعزز شراكتنا القائمة مع الصين.. وغداً، ستنضم دول جديدة، لتتسع شبكة التجارة الخارجية لبلادنا، بينما الهدف يكمن في تنويع الاقتصاد واستحداث قطاعات جديدة تخاطب المستقبل، مع التركيز على تحفيز الاستثمارات في القطاعات عالية النمو.
بقي أن نستذكر الكلمات الملهمة التي وجهها صاحب السمو رئيس الدولة لأبنائه الدارسين في كوريا والصين، والتي تلخص في مجملها رؤية سموه للإنسان الإماراتي، وثقته المطلقة بقدراته، وإيمانه العميق بأن أبناء الإمارات هم ثروتها وأساسها وعمادها، وبأن هويّتنا سر حضارتنا وأصالتنا؛ وإلى شراكات قادمة.