في 14 يوليو سيتوج بطل أوروبا في برلين.. هل أنت قادر على توقع البطل؟ هل تتوقع رباعي الدور قبل النهائي؟ هل يمكن أن يفوز منتخب أوروبي شرقي بالكأس في المدينة التي كان تقسيمها يرمز ذات يوم إلى الحرب الباردة؟
بعد 35 عاماً من سقوط جدار برلين، بدأ الجزء الشرقي من القارة في استعادة قوته في كرة القدم، نعم سيكون هناك 11 منتخباً من أصل 24 فريقاً في بطولة اليورو من الكتلة السوفييتية السابقة، مقابل ثمانية في عامي 2016 و2020، وكان هناك خمسة منتخبات من شرق أوروبا في أعوام 1996 و2004 و2008 وأربعة في عام 2000.. لقد كانت بطولات كرة القدم في منتصف القرن العشرين تبدأ بترشيحات وتنتهي بصحتها في معظم الأحيان، لكن اليوم الأمر ليس سهلاً.. لماذا؟
لأن كرة القدم تغيرت جذرياً، وأصبحت لعبة معقدة، فهناك أربعة عناصر أساسية تمثل هيكل البناء القوي للفريق وهي: اللياقة الفائقة، السرعات الفائقة، المهارات الفائقة، القوة البدنية الفائقة، صغر سن عدد كبير من لاعبي الفريق، ثم يمكنك أن تكمل على هذا الهيكل والبناء بالأداء الجماعي، والدفاع المحكم، وخطط اللعب، والأسلوب، وتغيير الإيقاع، والصبر، والقدرة على الانطلاق في الهجوم من موقف الدفاع، وتعلو قيمة الفريق بعدد أصحاب المهارات الفردية. وإليكم مثالاً بسيطاً.. في الماضي، اكتسبت ألمانيا جودة اللعب بتوفير الجهد والاعتماد على خطة أكثر ميلاً إلى اللعب المباشر، والدفاع، لكن يواكيم لوف حوّل «المانشافت» إلى قوة ضاربة في الهجوم، مستفيداً من المؤهلات الفنية العالية للاعبي خط الوسط باستيان شفاينشتايجر ومسعود أوزيل وتوني كروس، وكان الثلاثة قوة هجومية ضاربة وليسوا مجرد حلقة وصل بين خطين، ولعبت ألمانيا من دون رأس الحربة الصريح، حتى لو كان في التشكيل توماس مولر، فهو كان غالباً خارج الصندوق وليس لاعباً يسكن هذا الصندوق، وأضف إلى ذلك أن منتخب ألمانيا في مونديال 2010 كان بمتوسط أعمار يقل عن 25 عاماً، وهو أصغر منتخب في تاريخ ألمانيا. هل يمكن قياس قوة منتخبات على أساس نتائجها فقط في التصفيات؟ هل يمكن الأخذ بنتائج المباريات الإعدادية فتخرج إنجلترا من الترشيحات لخسارتها أمام آيسلندا 0-1، وهل نرشح إسبانيا التي هزمت إندورا 5-0؟ وهل نضع هولندا كقوة مرشحة لأنها هزمت كندا 4-0، بينما الفريق الكندي قد يكون رائعاً في هوكي الانزلاق على الجليد، وليس في كرة القدم!
اختصار الترشيحات الآن بات أصعب، ولم تعد هناك قوى لا تهزم، وتقييم قوة فريق تخضع لحسابات شديدة التعقيد، لأن اللعبة باتت أصعب، ولو كنت ترغب في الترشيحات السهلة، فانظر إلى المجموعات، وعليك أن تختار فريقين مرشحين لإكمال الطريق. وكن حذراً، ترشيحاتك قد تحكمها العاطفة، أو التاريخ، أو توقع معجزات أوروبية شرقية من 11 منتخباً مشاركاً، استناداً إلى معجزات سابقة يصعب تكرارها مثل الدنمارك 1992 واليونان 2004.
** اسم الكرة الرسمية للبطولة «فوسباليبي» وهي كلمة ألمانية تعني «حب كرة القدم».. ونصيحة تابع واستمتع وحب كرة القدم، فالمتعة هي الشيء الوحيد الذي أضمنه لك!